في يوم ما
من أيام الخريف المداري
قضينا الليل
كل الليل
نودع بعضنا
و لا نحس أن الوقت ليلا
كلما قلت راحت
سمعتها تدق الباب علي
لكي تقولا:
آه.. نسيت أن أقولا
فنستأنف من جديد
و لساعات طوال
حديثنا الجميلا
سابحين في مناجاة
تأبى إلا أن تطولا
أرشقها حينا و ترشقني
بشعر و نثر
يصير سجعا مقفى
تراتيلا تراتيلا
نقذفها حمما من الكلمات
و حمأ طري السيل معسولا
و نحسب الساعات ما مرت
و نظن أننا
ما قضينا من الليل
و لا ليلا
إلا النزر القليلا القليلا
و نظن أن الليل باقي
طويلا طويلا
و نودع بعضنا من جديد
و كلما قلت راحت
سمعتها تدق الباب
لكي تقولا:
آه...نسيت أن أقولا
و أسمع صوتها
نهرا كوثرا سلسبيلا
فأقول: مرحى بك
يا نسمة الفجر
و أسمع الآذان
يشق صفحة الأفق
تهليلا عند الفجر
يتبع تهليلا
و يأبى النجو بيننا
إلا أن يبقى
طويلا طويلا...
*******************محمد المعين العينقان