--------------------- ساءلتُها العفو -----------------------
أما تراني وقيدُ الحبِّ يصفعُني.......... ..تهيمُ روحي وبالأسحار لم أنمِ
أهيمُ وجداً ونارٌ في الهوى بدمي ..........والله يعلمُ ما للوجد من ضيَمِ
أَضنى عُروقي وما أبقى لها أثراً.................وصار يفتُك بالأوتار والعَظِم
يا من تساجِلُ أشعاراً برفقَتِنا....... ..أما علمتَ لهيبَ النار مِن سَقمي
ألْهَبتَ نارَ الحشا والشوقُ أجَّجَها ..والحُزْنُ يجري كأمثالِ الدُّمى بدمي .
وبتُّ أكتُبُ أشعاري بقافيتي ...............والحرفُ يرجِفُ بالآهاتِ والكَلِمِ
والنبضُ يهتفُ أنغاماً أُردِّدُها............... ..لكنَّه الشوقَ مَمزوجٌ به ألَمي
ورعشةُ الحرف لا تَنسى مُعاتَبتي ......فهي الضنينُ لحرفٍ ثارَ بالحِممِ
ساءلتُها العفوَ لكن زادَها أَنفاً........... ..وزاد ها من عناد الكِبر بالشَّتم
كأنَّها الليثُ لمَّا بانَ مَعدنُها............. ..وخِلتها وخيالُ الجِنِّ في الظُّلَم
ترنو إليَّ بكأسِ السُّم أشربُها ...............ولم تُراعي زمانَ الودِّ والَّلمم
كأنّ ما بينَنا طيفاً مَضى حُلُماً...................أو زلةً عبرَت أو حالةَ الوَهمِ
وبِتُّ أرقبُ والويلاتُ تَغمُرُني .........أُسائلُ النَّجمَ ما بي والهوى بِدمي .
هل أصبحَ الحبُّ أَوهاماً أُعايِشُها ....أم أصبحَ الشوقُ مَنحوتاً من العدمِ
عامَلتُها كصديقٍ خالدٍ وأخٍ ..................أَو طِفلةٍ من ذواتِ الودّ والرَّحِم
وكنتُ أحسبُها أُختاً وغاليةً ............وكنتُ جارَ الرِّضى أو ساحةَ الحرم
لما رَأتني أُعاني الهمّ يُرهِقُني .............مالتْ عليَّ مع الألامِ والظُّلَم
أَخفتْ محاسنَها واللينُ فارقَها .........والشُّؤمُ بان على الكفَّين والقَدم
قالت وقد أخَذتْ ما أودَعت هَلعاً.واستعظَمت جَزعي واستَحسنت ألمي
النارُ تحرقُ من في البدءِ أشعلَها ............فَعشْ حَزيناً ولا تفرَح ولا تَنمِ
البحرُ جفّ وماءُ العين يَرفدُه ....................وما لنبعٍ بدمع العينِ لم يهمِ
لي قصةٌ لو حكاها الدمعُ ما انقطعَت ..منهُ البواكي ولا جفَّت من النّدَمِ
واللهِ لو كُتِبَت بالدّمعِ ما بَرحت............ ..تئن مرهَقةً حَيْرى من الضّيمِ
الشِّعر يَرسُمُها والبوحُ يَنطِقُها...... ..والحرفُ خلَّدها في الأشهر الحُرم ..
يا من درست تباريحَ الهوى عَجباً ............الحبُّ غايتُه يوماً الى العَدَمِ
اني لأعْجَبُ من خلٍّ يُصاحبني ............فَإن أُصبتُ أتاني راشقَ التُّهم .
تلكَ المشاعرُ ما أَبديتها قَلِقاً ................أَرجو بها البوحَ للخِلان والنُّجمِ
عَلِّى أَرى مِنهمُ خلٌّ يُناصحُني ...........أنَّ النصيحةَ لو تدري من القِيَمِ
الله يعلمُ ما عاديتُ من أحَدٍ ..............لكنّ جرحي عظيمٌ فاض بالألمِ
صلى الإلهُ على نورٍ يوحدُنا ...............لرايةِ الحقِّ مِن عُربٍ ومن عَجَمِ
_________________________________________
حصيلة سجالي في نجوم شعراء العرب
أبو بكر فلسطين الأربعاء, 18 /11/2015