قصيدة بعنوان " حتى العواصفُ تحس بالتعاسة ٠٠٠"
على ظهرِ الغروبِ ماقبلَ الأخيرِ
أرى نورساً عائداً من غزوتهِ
غريباً يحمل موجتينِ سادرتينِ
في حلمي في رحمِ الوسادةِ
و بيتَ شعرٍ بغرفتينِ
لا تتسعانِ لأحلامِ أمي
و أمي ينام قلبها في حُضنِ نزوتهِ
فنزوةُ القلب إذا بلغتْ ذُروَتها
أتخذتْ سلماً لسماءٍ تحرسها كبرياءُ التعبْ
أُحَمل النردَ خيبتي و إفلاسَ نوايا الأقحوانْ
سأنتدبُ حظاً آخرَ للسفرْ
أأخرُ كل مواعدي بعد جنازتي
في انتظارِ أن تتعافى ضحكةُ القربانْ
على بعد خطوتينِ سعيدتينِ
لكنهما خائفتانِ تنتظرانِ عطفَ القدرْ
فالعواصفُ في المرتفعاتِ تصابُ بالتعاسةِ
عندما تحقنُ حسرتُنا وريدَها بالتعبْ
أُحررُ ذاكرةَ زيتونتي من سباتها الطويلْ
أسْخرُ قليلاً من سذاجةِ حلمي
و أنقذُ ضحكتي من غوغائها
سأطلبُ من قلبي صحواً مؤقتاً
و هدنةً مع حفيداتِ المغولْ
كي أعيدَ كبرياءَ الصدى للصدى
ربما تغيرُ قتاراتي رأيها في الطربْ
ستنسى العصافيرُ أتعابَ هجرتها
و هي عائدةٌ من حزنها
إليكِ ... أراكِ
كالمصابيحِ في حُلمي عاليةً و عاريةً
تفركينَ أصابعَ غُصتي
تعيدينَ إليَّ من شُجَيراتِ " أركانَ " حِصتي
شفتاكِ مدفأتي ... أنيقةٌ
لكن قتارتي يعصرُ قلبها أنينُ الحطبْ
لا مكانَ للطيورِ التي نسيتْ مهنةَ الأجنحة
و الشرفاتِ الخائفةِ من إبر المطرْ
أنا لا أُكذبُ نبوءة عينيكِ ، لكنني
سأنوي مرتين لكي أصلي على الغريبِ
أنا ، لكن الصلاةَ لاتكفي
كي تصلح أمي عطباً أصابَ بوصلةَ الحمامِ
لتعفي قلبكِ من نميمةِ الأضرحة
من كأسٍ لأخرى أعبرُ الذكرياتْ
لا تمسي غدي بسوءٍ
فالكاهناتُ رأت في خطوطِ يدي
سيطلع الندى من ضلع كأسنا و اللهبْ
أعيدُ لأبراجها صدقَ فِراستها
لتحمي حبيبتي من شماتةِ القمرْ
فالنحلةُ لا تحبلُ
من الغرباءِ ، لكنها تحملُ
أحلامَها غير ناقصةٍ
في هجرتها ، تعود حافيةً صافيةً
و القصائدُ لاتشك في نطفتها
إذا كان جرحها من صُلْبِ ناياتنا
فناياتُنا من صُلْبِ القصبْ
نتأملُ دورةَ الصباحِ حولَ خاصرةِ الأرضِ
نسير كأننا عاشقانِ خائفانِ
- فخوفُ الغريبِ عكازةُ خوفِ الغريبةِ
يُسند عليها أوجاعَهُ
و يسحب ثوبَ زفافِها عن صدرِها
يُقَبل فرخيْ حمام
تنط نجمةٌ من ضحكَتها الكئيبةِ -
و نرقصُ ...
حين نرقصُ كالزنابقِ بلا سببْ
الشاعر - أحمد بوحويطا - أبو فيروز
* المغرب *