قصيدة بعنوان " هيَ الكلمات ٠٠٠ "
هيَ الكلماتْ ...
رَنَّاتُ عقربيْ ساعةٍ على حائطِ الإبهامْ
فلا صدقُ ثاءِ التأنيثِ يُوجعها على خدودِ العنبْ
و لا كمدُ الحنينِ يُسَفِّهُ حاضرها
إذا ضيعتْ هويةَ أقدامنا في الزحامْ
هيَ الكلماتْ ...
قبلةٌ على شفاهِ امرأةٍ تكرهُ الحُبْ
و أولُ ما قالَ الرَّبْ
لموءودةٍ ، بأن سيري يا جميلةَ الميتاتْ
قانيةً كحلْمِ العرائسِ
و اتخذي نعشكِ عرشاً
عصامياً كالرماديِّ في الغيماتْ
كالعناكبِ حين تصفحُ عن ضحاياها
خرافيةً أشدُّ وضوحاً من قصيدةٍ
إعتراها الجناسُ متلبسةً
تحرضُ بوصلةً ضد الحمامْ
هيَ الكلماتْ ...
مُمِلةٌ أحياناً كضحكةِ البهلوانْ
خاويةُ الوفاضِ كالفِراسةِ
سُلَّم عواطفنا إلى مفاتنِ الهاوية
بريئةٌ كسوءِ ظن الغريبةِ في ظلها
و أقصرُ عمراً من ظلالِ السنديانْ
شهيةٌ كطعمِ العبادةِ
فوضويةٌ كصمتِ المقابرِ
أجملُ من شكوى الوسامْ
من فارسٍ بلا فرسٍ و لا تجربة
لذيذةٌ كألمِ الولادةِ
تطعمني إذا تطعمني ...
خمرةَ المجازِ على خيولِ أنوثةِ راكضة
و تهديني هودجاً على صهوةِ أنملةٍ
هيَ الكلماتُ
روَّاغةٌ كظلِ الغمامْ
رماديةٌ كصوتِ الحنينِ
على تَختِها تنامُ أحلامُنا طازَجةً
و تصحو شاردةً كحلمِ تينةٍ ناعسة
تطلُّ من ليلكها على ماضيها
كظَبيةٍ افترشتْ ظل سِنديانةٍ يابسة
و ارتعشتْ حين رأتْ قاتلَها في المنامْ
هيَ الكلماتْ ...
سيئةُ الحظِّ كقشرةِ برتقالةٍ
من فجورها تقتاتُ قداستنا الجانحة
على يديها يدسُّ الغزلْ
أنفهُ في حميميةِ ليلنا
يحك بقرنهِ شعرية ضوئها
و تنقذ مكارمها الجارِحة
أميرةً قبل أن يُفسدَ قلبها الغرامْ
هيَ الكلماتْ ...
هُويتنا بعد صرخةِ الأمِّ و زغرودةِ القابلة
تتركنا بلا هُوية حين تكرهنا
هي أولُ من يأسفُ لموتِ الآلهة
غامضةٌ كشكِّ الغريبِ في الغريبِ
تصححُ رأيَ نياتهِ في خوفِ القافلة
من إلتباسِ الأنوثةِ على امرأة عاقرة
لم تعترفْ بخصوبتها الكلماتْ
هيَ الكلماتُ ...
أكثرُ حكمةً من الغرابِ
لكنها قليلةُ الحياءِ كالرُّخامْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروز
* المغرب *