يتأبطني الموت
كمثل الحياة
في كل شيء
يبرز الموت لي
و يظهر
و إذا سافرت
يغشاني الموت أكثر
أراه يأخذ مقعدا بجانبي
يتنفس كالحياة و ينظر
منتظرا ساعة الحسم
لينقض على الحياة
في أنفاسي
يخنقها و يعصر
و إذا يوما
من الموت نجوت
لا أنجو منه
في الأيام التوالي
و إن مرت سنين و أشهر
إن الموت سرمدي الخلق
في كل وقت
يتحين الفرصة بالحياة
و في كل وقت
إلى الحياة يحضر
يمتطي ما امتطيت
و لا يشيخ الموت
و لا يكبر
يظل طفلا راشدا
شديد البطش
يقسو و يتجبر
دماغ الموت صلب الخلايا
جسم الموت مثل الحجر
أو منه يكون الحجر
قلب الموت فولاذ
نبض الموت صرصر
لا يكل الموت و لا يسكر
ذراع الموت فأس
تقتلع النفوس و تحفر
كف الموت مارد
من جنس النار
كاللهيب أحمر
لا لسان للموت
لا يدق و لا يجهر
يمر الموت كالريح
يحصد الرقاب
يجمع الأرواح
يتباهى و يفخر
يترك الأجداث للقبور
يترك العويل للدروب
و ينظر إلى الباقي
مما في الحياة
من أنفاس و أرماق
يغيض و يتحسر
و للموت جولات
و للموت صولات
و الموت أشد و أخطر
على كل من دب أو طار
من جن أو بشر
الموت يتأبطني
يلبس المكان
ينتعل الزمان
و الموت هلامي
و أحيانا يكون الموت
كمثل الموت أصفر.....
************** محمد المعين العينقان