ما كنت إلا عاشقا...بقلمي...زكريا الشبلي
...
هل كان مني أي فـعـل غـامـض **
أو كـان مـنـي بـالـهـوى أعـذار
مـا كــنــت إلا عــاشقـا ومـتـيـمـا **
بـيـنـي و بـيـن كـلامهم أسوار
مـن ذ ا إ ذ ا مـا نـلـت مـنـك مـودة **
يـقـوى عـلـيّ فإ نـنـي إ عصار
غـا ر و ا لأنـي قـلـت فـيـك قـصائد **
فـبـدت عـلى وجه السما أقمار
فـأ توا يريدون انـتشال قـصـيـدتـي **
و نـسـوا بـأ نـي فـارس مـغـوار
سـأعـلـم الـعـشاق د رسـا قاسيا **
إذ أن حــبـي د ا ئـمـا قـهـار
لـي حـين يـعبر عـطر حبك رعشة **
و تـجـيء بعد مـجـيـئـها الأمطار
و تـهـب عـاصـفـة عـلـى أنحائي **
و تــذاع فـي أجـوائـي الأخـبـا
يـا حلـوتي كيف انقضى عمر بـنا **
ولـقـد أحـاطـت عـمـرنـا الأخطار
إ نـي لأجـهـل كـيف عشنا لحظة **
ولـقـد مـلـت لـحـظـاتنا الأضرار
قـدر هـي الأحـزان فـوق سـمائنا **
ولـكـم تـكـحــل حـبـنـا الأقـدار
لـكن حزن العاشقين و بـؤ سـهـم **
نـبـتـت بـه عـنـد الـلـقـا أزهـار
إ نـي ومـا يـبـست بـقـلـبي لهفة **
فـوق الـمـشـاعـر كـوكب سيار
أغـفـو عـلـى زنـد الـمـجـرة تـارة **
و تــنــام حــو لــي تـارة آثـار
هل تسمعين نداء قلبي صاخبا**
في ليـلـة جـالـت بـهـا الأفـكـار
أ و تـعـرفـيـنـي بـالـسـمـاء إذا بدا **
نـجـمـي وقـد حـفـت به الأنوار
لا تـسـأ لـيـنـي كيف صرت متيما **
قـد لـفـنـي مـن ناظـريـك دوار
وتطايرت من فرط حسنك حكمتي **
وتغلغلـت بـوضــوحـي الأسـرار
قـد كـنـت أحـلـى مـن ربـيع باهر **
أو واحـة فـرحـت بـهـا الأشجار
أو جـنـة فـيـهـا الـحـواري زيـنــةٌ **
ومـلاحـة عـجـزت بـها الأشعار
لـو كـان يـجـدي بالشعور فصاحةً **
لجرت سـيـول الـشـعر والأنهار
و تـسابق الشعراء في أشعارهم **
حـتـى يضيق عليهم المضمار
فـإذ ا أ تيت ببعض شعري ها ئماً **
صمتت فحول الشـعـر والأغـرار
إ ني أ عا نق في الحروف مواضعاً **
فـتجـل فـيـهـا د ا ئـمـا أحـبـار
أنت التي عبرت بشاطئ خلوتي **
ولقد رست بشواطئي الأسفار
فـتـمـا يلت فوق الفؤاد مشاعري **
واستجمعت بـين الضلوع بحار
إ ني وعـمـري فـي الـمحبة عامر **
مـا نـاهـز تـنـي بالهوى أعمار
فـأ نـا أحـبـك يـا مـلـيـكة عالمي **
هـذا جـو ا ب حـا سـم وقــرار