[ 15 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي
~~~~~~~~~~~
كثيرة هي الأسئلة التي وردت و لا تزال ترد إلي يطلب مني أصحابها أن أبين لهم ببيان جلي الفارق بين العلم و المعرفة والاستنباطات الفكرية الحاكمة على سلوك كل فرد منا ؟
قلت : و بالله المستعان : أن تعلم بيقين لا غبشة فيه ما سيؤول إليه أمرك في غد أو بعد لحظة من الآن فذلك هو العلم الذي يختلف عن المعرفة التي يمكنك بها أن ترسم لمستقبلك و ذلك ببحث و دراسة و خبرة و تجربة واستقراء و استبيان ؛ و طبعا ينسحب على هذا الكلام علمك بلحظة ولادة الحدث الكوني ؛ أو قل لحظة قيامة الحركة الكونية و ما ينجم عن قيامتها من أحداث تترك أثرها في الوجود عموما و في حياتك على وجه الخصوص !!
العلم ـ أيها الأحباب ـ هو أمر الله في الوجود و ما ينجم عن هذا الأمر من أحداث كونية يقوم بها و عليها أمر رزقك و وجهتك و ما ستؤول إليه حياتك ؛ العلم هو : قصة الحركة الكونية بحذافيرها و ما ينجم عن تلك الحركة من أحداث تترك أثرا في حياة كل فرد من البشر فمنهم من تترك في حياته أثرا طيبا و منهم غير ذلك ؛ لكن دراسة الأرض و مكوناتها و الذرة و الخلية و قوانين الطبيعة و الفلزات و العناصر و ما يتبع ذلك من دراسة في البيولوجيا و الجيولوجيا و الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات و النفس البشرية و أحوالها و تقلباتها فذلك كله بإطلاق هو من المعرفة التراكمية التي تزداد و تتسع يوما بعد يوم من غير أن تؤثر على مجريات الحركة الكونية البتة فالحركة الكونية و إن شئت قل // العلم // فإنه قطعا من أمر الله ؛ و صدق الله القائل في كتابه المبين
( و إن من شيء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلابقدر معلوم ) [ الحجر 21 ]
و كتب في نظرية النطق : يحيى محمد سمونة . حلب