حوارٌ مع القمر
يا ابنتي هوَّ ذا القمر
حاوريه إنْ وصل
وأودعيه رسائل العشاق
إنْ حان السفر ..
ملّتْ عيونُنا السهر !
ملّت قلوبنا الكدر
قولي له كلَّ الخبر
لنا لقاءٌ يا قمر ,
بين الجداول والنهر ,
ومع أغاني الأقحوان ,
وسطَ الخمائل ِوالثمر
نحكي حِكايانا المِلاح
ونجومنا الثملى
على خد الصباح
والكلُّ يعزفُ حبهُ ورقصهُ وسرهُ
على اهتزازات الوتر ,
وسرمدية القدر
يا ابنتي أنت المها إذا انطلق
بين المساء والفلق
بعيون صدق ٍ ثاقبة
ورموش حب ٍ حالمة
توددي إلى القمر
تعلمي منه العبر
يفي العهود َ والوعود َ
يأتي وليداً وجديد
ويضيءُ في دنيا البشر
ولكل أصناف البشر
أيا قمر !
مللت من ألحاننا ؟
وقناعنِا وكذبِنا ؟
مّن ِ احتراق ِ لونِنا
واغتراب ِعصرنا ؟
أسماؤنا غريبة ٌولا تطابقُ رسمَنا
بدل ُ العباءة ِارتدينا القبعة
ومحدثاتُ الأمر فينا أربعةٌ
نزف ُ الدِّماءِ الطاهرة
جوعٌ وتشريدٌ وخنقُ الحنجرة
أيا قمر !
حتى الأماني لم تعُد
كما ألفتَ يا قمر ..
مُلئت نحيباً وعويل
ورضينا بالقل ِّ القليل
والعيشِ ما بين الحفر
وتلاشت الضحكاتُ نحذرها
وندعوا علّها تأتي بخير ٍ
إذا انطلقت حناجُرنا
نخبئها عن الصدر الحزين
أيا قمر !
لسنا كمن غزلت ثياباً في
ليال ٍ حالكات ..
وأومأت لليل إنّي في انتظارِك
يا قمر ..
تأتي بمرسى الحب من بحرٍ بعيد
أو تأتي أخبار ُ الحبيب
أوعلنا أزوريس تجمع ما تبعثر
من إيزيس ..
وتمر فوق النهر ترفع أشرعة
البقاء ..
والعودة الغراء تجمع ما تبعثر
من قلوب ..
وتكون أنت الشاهد الصادق معنا
يا قمر
كلماتي /هدى مصلح النواجحة
26 /2/2016