قمر
نظرت إلى وجهها في المرآة ثم ابتسمت
استجمعت قواها ، تنفست بعمق
وذهبت إليه
فتحت باب غرفته بعزم
هو ذاك مستلق على فراشه يقرأ
رواية (عظمة أخرى لكلب القبيلة) لسركون بولص
قالت بدلال :
مساء النجوم
لم يسمعها
صرخت بقوة :
مساء القراءة
نظر إليها وضحك ثم قال :
لم أنت غاضبة يافاتنتي ؟
أحست بتيار بارد يغزو قلبها
وشعرت برغبة في معانقته
لولا أنه قاطع أمنيتها قائلا :
حبيبتي هلا مددت يداك الحريريتين
على كتفي ، لقد آلمتني تلك الوسادة
نظرت إلى الوسادة بغيرة ثم قالت :
أجل يا حبيبي ، هيا استدر
ربتت على كتفه بخطوات
يجتمع في ثناياها حنان الحياة
والناس جميعا
حتى استسلم للنعاس ونام
نادته باستنكار :
حبيبي
هل نمت ؟
فلم يجب ، كان يغط في سبات عميق
نظرت للرواية النائمة بجواره فغضبت
ثم نظرت إلى حبيبها النائم فابتسمت
مررت أناملها بين خصلات شعره
ثم دنت وطبعت على خده قبلة
تمنت له أحلاما سعيدة
أطفأت المصابيح
وأغلقت الباب بهدوء
تسللت إلى الدرج المؤدي
إلى سطح البيت
نظرت إلى السماء
ابتسمت بامتنان وقالت :
ها أنت هنا مازلت تنتظرني أيها القمر
أومأ إليها القمر وضحك
ثم قال لها مشاكسا :
ألم أقل لك ياصديقتي ستعودين !!!!
غالية عيسى
أغسطس 2014