قصيدة بعنوان " ليتها ولادةُ رأتني في حلمِْها "
ليتها ولادةُ رأتني في حلمِها
أهمسُ في أذنِ آخر الأميراتِ الخائفة
من غدها على شمسهِ
حذَّرتُها و هي تراقصُ نفسها
أن تنزلَ عن صهوتها الزائفة
لكي لا تجرحَ شعورَ الأقحوانْ
لي حلمٌ ما يكبرُ كخوفِ الغريبْ
على طيورٍ أفسدَتْ أخلاقَها تعاليمُ النهوندْ
و جيادٍ قلمتْ قسوتَها فراديسُ الأنوثةِ
لكنني رأيتُ النبيذَ يواسي الحبيبْ
و يرْبِتُ على شامةٍ على حافةِ خدهِ
تَغَمَّدَها بعفوهِما الأزهرانْ
رأتْ ولادةُ في حلمها كغيرها
أن النوارسَ صدقتْ كذبتنا
بأننا رفعنا رؤوسَ صفصافِنا إلى الأبدْ
و نسينا كيف نُطوع غربتنا
لكي لا تحشرَ الكمنجاتُ أنفَها في جرحنا
و تحيلَ ذويهِ على فرسٍ كان حفيداً للخيزرانْ
تقاسموا معنا ظل الغمامْ
و خوفَنا على السنابلِ
و شرَّ حاسدٍ إذا حسدْ
لكنهم لم يتركوا سقفاً واحداً في حلمنا
لكي تبني السنونواتُ فيه عُشها
فنكَّستْ ولادةُ هديلَ الحمامْ
ليخرج الغريبُ من أرضِ الغريبِ سالماً
بعدما تعفنَ على يديهِ سليلُ الزعفرانْ
تركتُ ورائي سيئاتِ العنبْ
وحيداً مع نفسي أسيرُ يشيعني الغمامْ
كموجةٍ لا أنحني إلا من التعبْ
رأيتُ ولادةَ تغسلُ بلورَ أمسِها بنفسِها
تُعِد حفلَ شايٍ لخروج غربتنا سالمةً من جنازتها
و أخبرتني عن ربابةٍ
قَصَّرتْ في حقِّ حُلمِنا
و برأتْ تُوتَ صدرِها من حُمى أصابتِ السنديانْ
أشتهيها ... تؤلمني
إذا تواسي آلهة تكاثرتْ في الظلامْ
تقيأ نسلَها الصدى
" إن أوهنَ البيوتِ لبيتُ العنكبوت "
قد لا يصيبها ألمي بسوءٍ
ولا يصيبها مرضُ فقدانِ المناعةِ
لكنها تموتُ حولَ موائدِ حُزني سُدى
أعودُ من وضوحي إلى غربتي واضحاً
يذكرني ، أن ولادةَ ماتتْ و لم ترني في حلمِها
أدفعُ درهمينِ للعائدينَ إليها غدَا
وأخبرها أن بخورَنا أضحى عالةً على كاهلِ البيلسانْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
* المغرب *