[ 24 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي
-----------------
المثقف هو الإنسان يعرف كيف يدير دفة أمره عن علم و معرفة و فكر ، و يمضي إلى خيرنفسه من غير حاجة منه للإستعانة بمن يبرمج له حياته الشخصية أو الخاصة فهو لا يربط مصيره بيد غيره من الناس سواء كان عالما أو جاهلا ، ذكيا كان أو غبيا !!
--------------
أيها ألأحباب : العلم و الفكر و المعرفة هما قوام ثقافة الإنسان . فالعلم يختص بشؤون الحركة الكونية و قوانينها ؛ و المعرفة تختص بشؤون المادة الكونية من حيث ماهيتها و كيفيتها و خواصها و مكوناتها وصفاتها ؛ و الفكر يختص باستنباط العلاقة الكائنة ما بين الحركة الكونية و المادة الكونية و إن شئت قل المفكر هو الذي يستقرئ الأحداث الكونية ليستخلص منها درسا يستفاد به في حياته العملية . قلت : و مثل العلم و المعرفة و الفكر مثل لحوم الذبائح التي أحل الله أكلها ؛ فالعالم الذي علم من كتاب ربه كيف تمضي أمور الحركة الكونية فإنه يؤكد على ضرورة البسملة عند الذبح و يؤكد على ضرورة الإحسان عند الذبح ؛ و أما الباحث الدارس فإنه يؤكد بعد بحث و دراسة و تقص أن اللحوم المزكى عليها بالبسملة و بإحسان الذبح فإنها لا تنتن و
لاتسبب الأمراض و الأوجاع ؛ و أن الذبائح غير المزكاة فإنها سرعان ما تنتن و تخبث و تسبب بأكلها الأمراض المستعصية ؛ و أما المفكر فإنه يسعى بما سمع من العلماء و بما عرف من الخبراء أصحاب البحث و الدراسة فإنه يسعى أن يبرمج لحياته بناء على ما سمع و عرف فبذلك تستقيم أموره على نحو صحيح و سديد ، و تجده يرفل بحياة مستقرة و بعيش كريم آمن
-------------------
أيها الأحباب : يقول القانون الرابع من قوانين الحركة الكونية أن هذه الحركة
و ما ينجم عنها من أحداث كونية تجدها تحقق بمضيها العدل في الأرض ، فالغلام الذي قتله الخضر عليه السلام ـ بحسب ما ورد في الآيات البينات من سورة الكهف ـ فإنه لو عاش لأرهق أبويه طغيانا و كفرا ، لكن عدل الله قضى أن يقتل الغلام و ذلك بمقتضى علم الله [ و أنوه هنا بأن ربنا جل و علا يمنح العلم و لا يكتسبه لأن إكتساب العلم وتلقيه هي حاجة بشرية و الله تعالى قد تعالى عن الحاجات
و بانتظار ردودكم و تحيتي لكم
و كتب في كتابه نظرية النطق
يحيى محمد سمونة . حلب