أعشــــــــــق الظـــــــــن
===============
قتـــلنى الظــن بـسيـــف حمـاقـتـــى ... وتبعثــر الهوى فوق الركـام سراب
وداويـــت شيـبـــى بـداء صبابـتـــى ... حتــى اكتـــويت بعــزلة المحــــراب
ورضيــت من نـار الفــراق مـرارة ... يـــذوب من فيـحهــا غيــم السحـاب
ولامنـــى فى الهجــر كـــل متيــــــم ... فــرأيت كـأس الحـب صـار عـــذاب
فإيـــلاما أعشق الظــن فيه ملالــــة ... وإيـــلاما أنـتــشى وشايـة الأصحاب
إنــى ملكـــت اليــوم تـاج محبتـــــى ... ووهبـت نفسى فى رضــا الأحبــاب
فارحم فــؤاد الطير واطلـق سراحه ... فقـــد ابتـــلى فى صبحـــهِ بضبـــاب
يــاشوق إنــــى لســــت منسجــــم ... فكيــــف منــــى شكـــوة ً وعتـــــاب
يــاشوق إنــــى مغــــــرم بـيمــــامةٍ ... سقطــــت فى متــاهـــات الشعــــاب
يــاشوق غَـرَّنى الأمل بــزيـــــــــفٍ ... فاستحال الشيـــب ان يعود شبـــاب
أو تذكــرى حين التقينـــا بروضـــة ... نـــــاءت عـن أعيـــــن الأتـــــــراب
وصـــدت حبـــك بالجهالـة مكابـــرا ... فعلـــى مثل حظى تقطــع الأنســـاب
فالوصل منك مثلما شمس الضحــى ... أبـــت التـنـهــد فى دجــى الأربـــاب
فبكيت حين رأيت وجهــك عابســــا ... وندمت علَّ اليأس يحرق الإعجـاب
ورأيت أنى دون وصلــك أرتقـــــى ... فوق الغمام والمستحيل والصعــاب
آليــــت أن أحيــا فكيــف الملتـقــــى ... وكيف منك الرجا متوج الألقــــــاب
توسدت فى عينيك شوقا أصطلــــى ... كأنـى بقربى إليك أشبـــه الذئـــــاب
وأحصـــد كـــل حـــــرف يشتـــــرى ... بملـــــىء فـــاك قصائـــد الأعــراب
وألامس وجــه النهــــار بــراحتـــى ... فتذوب فى وجنتيك كثـرى الهضــاب
فشفـــــاء نفســى أن أقبــِّـل ثغرهــا ... وأنتشى من عطرها بلسم ورضـاب
يــاقاتلـــى فى الحب هــــلَّ يرتجـــى ... أمـــل تــرعرع جفـــــوة وغيـــــاب
فـــارفق بقلبـــــى الــــذى أدميتـــــه ... صـــــدا وهجـــرا ولوعــة وعــذاب
عـــذرا فـإن الشوق يهشــم هامتـى ... إذا هبــت ريـاح الموت والأســـلاب
عـــذرا فإن الهجر يحــــرق قوتــى ... كما تحرق النار العشب والأخشـاب
عـــذرا فإن القلب ينـــزف بـالجوى ... دمــا ترقــرق فى حدقــة الأغـــراب
عـــذرا فإن اليوم أضحى نهايتـــــى ... وبسيــف ظنـــى أرتقـى الأسبـــــاب
................................................................................................................
أيمن يوسف أحمد يوسف
مصر - بورسعيد