■■أَطْفَالُ البَحْرِ■■
تَرَفَّقْ أَيُّهَا البَحْرُ
فَأَنْتَ اﻷُمُّ والظِّئّْرُ
وَأَنْتَ سَرِيْرُ أَطْفَالِيْ
وَأَنْتَ اﻷَمْنُ والسِّتْرُ
وَإِذْ مَا يَبْطِشُ العَادِيْ
وَإِذْ مَا يَكْثُرُ القَهْرُ
فَكُنْ كَالحِضْنِ وَاضْمُمْنَا
كَوَانَا الحِقْدُ والغَدْرُ
وَقُلْ لِسَفِينِنَا سِيْرِيْ
فَذِيْ الشُّطْآنُ تَنْتَظِرُ
وَقُلْ لِلْمَوجِ يَكْلَؤُنَا
وَقُلْ لِلْحُوتِ يَزْدَجِرُ
تَرَكْنَا أَرْضَنَا قَسْرَاً
وَفِيِهَا الخَيْرُ يُعْتَصَرُ
وَفِيهَا جَنَّةُ الدُّنيَا
وَفيِهَا التَّبْرُ والدُّرَرُ
وَفِيهَا يَنْعُمُ الغَادِيْ
وَفِيهَا يَطْرَبُ القَمَرُ
تَرَكْنَاهَا وَقَدْ صَارَتْ
يَبَابَا وَاجْتَوى الصَّدْرُ
وَجَبَّارٌ بِهَا عَاتٍ
يُقَتِّلُنَا وَلَأ يَذَرُ
تَرَّفَقْ أَيُّهَا البَحْرُ
فَأَنْتَ الحُلْمُ والقَدَرُ
أَلَا وَارْفِقْ بأِطْفَالٍ
نَسَائِمُهُم كَمَا العِطْرُ
وَبَسْمَتُهُمْ بِهَا أَلَقٌ
وَطَلْعَتُهُمْ كَمَا المَطَرُ
رَعَاكَ اللهُ يَا بَحْرُ
فُؤَادِيْ مِنْكَ مُنْفَطِر ُ
دَعَوْتُ اللهَ يُنْجِينَا
يُزِيْلُ الكَرْبَ نَنْتَصِرُ
عَلَى الظُّلَّامِ أَجْمَعِهِمْ
فَلَا يَبْقَىْ لَهُمْ أَثَرُ
وَلَا يَبْقَىْ لَهُمْ رَسْمٌ
وَلَا يَبْقَىْ لَهُمْ ذِكْرُ
سَائِدْ أَبُو أَسَدْ