قصة( ترانيم روح) بقلم الأديبة: وعد طالب شكوة.
ترانيم روح
يفجعُني الحنينُ، تردّدُ جدرانُ الغربةِ الموحشةِ أنينَ الروحِ المسكونةِ بالآه، تنبثقُ الصورُ من قاعِ الذكرياتِ المشبعةِ باللّهفةِ إلى هناك حيث مُتكأ أبي أمامَ التّلفازِ، وحذارِ من الكلامِ يريد الاستماع إلى نشرة الأخبار!.
وفي المطبخ أمي تدور بين الخضار والثّلاجة، أمامَ الصحونِ والفرنِ تطهو والعرقُ يتصبّبُ لآلئ، وإياك أن تقترب من النار أو من وعاء الطّعام قبل اجتماع العائلة حول المائدة!.
إلى الصّالة حيث الصّراخ والضّحك، الشّجار واللّعب، الدراسة والأحلام.
تنساب وجوههم مع الدماء في الشرايين، تتسلّل أمام ناظري: لعلهم سعداء في اجتماع أشلائهم في قبر واحد، قد أجدُ لهم عنواناً يوما ما، وأقبّل أرضاً جمعتهم إن عدت إلى وطني بعد الحرب.
داهمتني غيوم الحزن ومضى سيل الدمع غزيراً، وأنا أتأمّل ما تبقى منهم، فكلّ ثروتي صورة بيت خرب على شاشة جوّال.