قصّة (في المزاد) بقلم الكاتبة: وعد طالب شكوة
غرفةُ نومٍ شهدت على خفرِ العروس، وبكاءِ الصّبيّةِ التي هجرَتْ حضنَ أهلِها ولحقَت بِزوجِها. تلفازٌ صغيرٌ هديّةُ أخي لكيلا أنزعجَ من تمسّكِ والدِ زوجي بجهازِ التحكم ومتابعةِ نشراتِ الأخبار. سريرُ طفلٍ هديّة أمّ زوجي لحفيدها الذي استقبلته بزغرودة طويلة. ثلاجةٌ اشتريتها من جمعية مصروفي الخاصّ، و حرصت على نظافتها، وعلى ألا يلمسها أحد .
ثيابٌ نسائيّةٌ جديدةٌ لم ألبسها فالمزاجُ العامُ في الحربِ لم يسمحْ لعروسٍ بأن تختالَ بملابسها الجميلة. كلّ مقتنياتي الغالية في مزاد للبيع.
زوجي الشّاب لم يهنأ بالمكوث بيننا، فقد سافر في رحلة الموت هرباً من هلاك في حرب طاحنة التهمت الحجر قبل البشر.
هل من مشترٍ لذكرياتي... لسروري...لأحلامي...لدمع عيوني؟ أرقب شاشة الجوّال بانتظار رسالة تخبرني أنهم وافقوا على طلبه بلمّ شمل أسرته، أستعطف أخواته: هل من خبر جديد؟
تبرعت أخته الصغرى بنصحي: كفكفي دمعك الكريم، لقد اصطادته حورية أوربيّة، و أصرّ على أن يمنحها نفسه بعد أن لفظته حجارة الوطن.