شُهَدائيْ----
لَنْ أبكي هَذا اليَوم عَليكُمْ
لَنْ أحزَنْ
سَوفَ َأكُونُ سَعيداً جدّاً وأنا أدفنُكُم بيَدي –
سَأُدَندنُ لَحناً أدفَأُ مِنْ نَارِ الأتربةِ المُكتَظَّة بالدَمعِ –
سَأرقُصُ فَوقَ مَقَابركُمْ-
وسَأَرسُمُ وَجهاَ مُبتَسماً في عينِ المَوت-
دَعُوني أَضحكُ ياشُهَدائي مِنْ قَلبي ---أرجُوكُمْ-
أعرفُ أنَّ الخَاتمة المقسُومة بالعَدل سَتَضحَكُ مثلي—
ولهَذا لَنْ أبكيَ هَذا اليوم عليكُمْ—
لَنْ أحزَنْ-
فَأنا واللهِ أرَاكُم مِنْ ثُقبِ الروحِ تُغَنُّونَ مَعَ اللهِ أغَاني النُور—وَتَستَندُونَ الى ظلّه-
شُكراً للقَاتل- لأصَابعةِ العشر—وللقُنبُلةِ المظلومة-
أعرفُ أنَّ القارئَ قَدْ يَتَساءلُ عن سَببِ الضحكة –ويَقُول-
كَيفَ سَيَفرحُ هَذا المجنون بمَوتِ أحبائه؟
أحبابي رحلوا لمَصَائرهِمْ-
ولهذا أفرَحُ
طَبعاً ----مَا يَجعلُني أضحَكُ وبصوتٍ عالٍ أيضاً—
ذاكَ اللحنُ الغَجريُ المَنقُوص بموسيقى القَتَلة—
لَحن مَصَائرهُم؟
شُكراً لنهَايةِ أصحَابي- شُكراً لنهَاية أعدائي—
شُكراً لي –وأنا أكتُبُ فَوقَ غلافِ النوتةِ—
( هه هه -----انّي أضحَكُ ----انّي أشعُرُ أنّي الان سَعيد)
محمود العكاد