إلى العــقـلاء
اعْـــذُروني فــإنّني مُسْـتَغـيـثٌ || أسْـتَحِــثُّ الكِــبارَ والأَفــْذاذا
كــيفَ صارَ اللـئيمُ فَــذّاً غَـنـِيّـــاً || بَعـدَ أنْ كانَ تائِهــاً شَـحّـــاذا
كيفَ تَرْضُــونَ أن يكونَ رَفـيـقــاً || مَنْ تَعَـدّى حُـدودَه مِثْلَ هــذا
بيْنَ يـومٍ ولـيْلــةٍ صــارَ شَــيْخـاً || بَلْ لَدى الغـافِلـينَ صارَ مَـلاذا
وعَـلا ذِكْـــرُهُ وَصــارَ وَجـــيـهـــاً || نافـِذَ الرَّأيِ في القـلـوبِ نَفاذا
وتَرى حَـــوْلَــهُ قَــبـائِـلَ تَـتْــرى || في وُفـودٍ تجَـمَّــعَـتْ أفْـخــاذا
حَـوْلَـهُ عُـصْــبَةٌ يُـشيرُ إِلَـيْـهِــمْ || فَـيُـلَــبّـونَ دونَ قـــوْلِ لـِمـــاذا
أيُّـهــا الأفْـــذاذُ الــذينَ أراهُـــمْ || أهْــلَ صِـدْقٍ وَلِلْحُـقوقِ مَعـاذا
كيفَ ترْضونَ رِفْقَــةً وهي تبْــدو || ثَعْلباً يَمْشي في الظَّلامِ لِواذا؟!
يَخْــدَعُ الخلق بالكلامِ المُحَـلّى || لِـيَرَوْا فـيــه مَـشْـهَــداً أخّـــاذا
سلبَ النّاسَ حَـقّهًمْ وهوَ غَـيْثٌ || لـمْ يَــدَعْ مِــنْهُ لِلْعِـطاشِ رَذاذا
بلـسانٍ فـيـه الـذّلاقَــةُ طَـــــبْـعٌ || وَتمــادى حـتّى غَــدا أسْــتاذا
أَزَّهُ الشّيْـطـانُ الرَّجــيـمُ فَـلـبَّى || فَاحْــتَواهُ وَضَـمَّـهُ اسْـتِـحْـــواذا
تَعْرِفـونَ الخَبـيـثَ نفْساً وَفِـعْــلاً || لِـمَ لا تَـبْـعُــدونَ عــنهُ انْـتِـبـاذا؟
فَـقَـرينُ الشَّيْـطـانِ دونَ ضَـمـيرٍ || ويَرى في هَضْمِ الحُقـوقِ لَذاذا
إنَّ مَـنْ كانَ فـاسِـداً يَـتَـمـــادى || وَإذا لــمْ تَـرْدَعْــــهُ رَدْعـــاً آذى
أينَ أنْتُـمْ؟ ومَـنْ سَيُـنْـقــِذُنـا إِنْ || تَـتَـغــاضَـوْا وَتَرْفُــضـوا الإِنْـقــاذا
وإلى اللهِ نشْـــتَـكـي مـِنْ بَــلاءٍ || فــيـهِ صــارَتْ أكْــبادُنـا أفْـــلاذا
أمْــرُه الأمْـرُ إنْ يَـشَـأ في ثَـوانٍ || أنْـفَـــذَ الفِـعْــلَ كُـلَّــهُ إِنْـفـــاذا
فـيُـحـيـلُ الـدّيـارَ قــاعـاً يَـبـابـــاً || وَيُحـيلُ القُـصـورَ فـيهــا جُــذاذا.
********
الشاعر حسن منصور
[من المجموعة الثانية عشرة، ديوان (عندما تنكسر الدائرة)]