ويذكرُها بنورِ الفجرِ لحظي ...ويغمُرُها الحنانُ شذىً طريّا
فقلتُ لها وقد لاحت صَباحاً ...أيا بنتَ الأماجدِ فيك هيا
بشوقِ القلب قد أضنيتِ نفسي ..وحبٍّ في الحشا أضحى مليّا
ونارٍ في فؤادي لا تُوارَى ..وعشقٍ ينبض الآهاتِ حيّا
وقد أخفيتُ ذلك حين لاحَت.. شُيوبٌ في المفارقِ و المُحيّا
فلا تنأيْنَ عني يا حياتي .......ولا تقْسينَ في الدُّنيا عليّا..
أُحبِك طائعاً ما دمتُ حيّا.........وقد أبدو به كلِفاً حَفِيَّاً
عيونُكِ قد أثارت في شُجوني ..من الآهاتِ يسكنُ مقلتيّا
ولحظُكِ ساحرٌ والخدّ وردٌ...من الجلنارِ قد أمسى شَذِيّا
وثغرٌ كالحرير بهِ تجَلَّت..من الآيات ماخَفيَتْ عليّا.
كَدُميةِ ساحرٍ زادت جَمالاً..وصَحْفة فِضَّةِ تبدو جليّا
وشَعرٌ مثلَ شلّالٍ تَراخى..على الأكتاف شيئاً ثم شيّا
وجيدٍ كالغزال وغُصنِ بانٍ .وسهمَ الحبِّ قد بَعَثت إليّا
وعطرُ الندّ لمَّا فاح منها ...يُعانقُ لوعتي ويذوبُ فيّا
أطلّ برأسِهِ وحماهُ غصنٌ..يقيه الشَّمسَ بَادَرَ ثمَّ حيا
جلسنا نَرمُق الأطيارَ حيناً ..نُداعِبُها ونَتبعُها سويّا
ونعزفُ من سُكون الفجرِ لحناً .فكان مُوشّحاً عَذباً شجيّا
ونرسُمُ في دفاترنا وروداً ..بلونِ الحُبِّ نلحظُها مليّا
ولما أن جنينا الشَّهدَ حلواً وكان مَذاقُهُ عذباً نديّا
سألتُ الوردَ والأطيار عنها..وعن أوصافها فبكت عليّا
أمجنونٌ تُعاني من مَساسٍ..فبتَّ متيماً صَباً شقيّاً
فلم نلمحْ سواكَ مذ التقينا..لعلّ النومَ أثّر فيك شيا
خجلتُ وعدتُ موتوراً لنومي ..فطعمُ الحبّ أبقاني غبيّاً
--------------------------------------------------------
أبو بكر فلسطين السبت, 03 تشرين الأول, 2015