غرانيقُ الذَّهبِ...ودمعٌ أرق
____________________
لَنْ أَعْتَلِي بِهَواهُ المَجْدَ والقِبَبا
فَهَلْ لِلَيْثٍ زَئِيرٌ كُلَّما وَثَبا؟
وَمَنْ يَخُطُّ بِغَيْرِ الشّعرِ دَمْعَتَهُ!
مَا كُلُّ حَرْفٍ قَرَأْناهُ إِذا كُتِبا
يَرودُ عُمْقَ بِحارٍ إِنْ بِها دُرَرٌ
ولِلغَرانيقِ لَوْنٌ يُشبِهُ الذَهَبا
حتَّى المَباهِجُ لوْ سِيقَتْ بِزَغْرَدَةٍ
أمْ كانَ فيها لُحونٌ تَنْتَشِي طَرَبا
عَتَقْتُ نَفْسِي وَذِي روحي فَشاهِدَةٌ
أَنّي شَقيتُ وهذا القَلبُ قَدْ تَعِبا
فَالظُّلْمُ شيمَتُهُ قَلَّتْ نَظائِرُهُ
قَدْ يَسْتَقيمُ حَديدٌ إِنْ بِهِ ضُرِبا
واللَّيْلُ يُغْبِطُهُ ما نامَ في قَمَرٍ
فالشَّمسُ إِنْ غرُبَتْ كالبَدْرِ إن حُجِبا
والعَيْنُ إِنْ حَسَدتْ تَقْتاتُ مِنْ جَسَدٍ
كَما القَذى رَهَجٌ في العينِ ما انتَحَبا
هَذي حِكايَتُنا مُذْ بِتُّ لمْ أَرَهُ
إنَّ المُقامَ بِقَلبٍ لا يَفِي طَلَبا
تَرَقرَقَتْ عَبَراتٌ، والخُدودُ عَصَتْ
فَذابِلُ الوَردِ لا يَزْهَرُّ ما رَطِبا
أَمْطَرْتُ في رَهَقٍ ما في الفُؤَادِ هوًى
فَيُنبِتُ القاحِلَ الذَّاوي إِذا غَضِبا
يا سادَتي، وَجَعي في الحُبّ مِنْ قِدمٍ
فأَشْتَكِي نازِفًا في القلبِ ما نَضِبا
أَدْنَيْتهُ فَكَدِبقٍ في صَقيعِ يَدي
فارَقْتُهُ فكَجُرحٍ عَنْ دِماهُ نَبا
إنّي لغاضِبَةٌ مِنْهُ ومِنْ قَدَري
فَذا فِراقٌ فَدمْعٌ أَطْفَأَ الشُهُبا
تَخَذْتهُ وطَناً مَنْ خيْلُهُ نَزِقٌ
وهْوَ الشَّريدُ لِخَيلٍ أيُّها ركِبا
ناهدة الحلبي