فِلسطينُ.. يا قَمْحَ العُروبةِ ووجَعَ الحَصاد
_____________________________
أفيئي إلى الجِذعِ الشَموسِ وأَفْرِعي
وَميدي كما عطرِ الفؤادِ مُضَوَّعِ
فمن نورِ خدِّ الفجرِ شَعَّتْ شموسُها
وأَقْمَرَ ليلٌ من مدامِعَ هُمَّعِ
فسِقْطٌ لِسَيفٍ في عُيونِ وليدِها
لِطِفلٍ يَعَافُ الموتَ دونَ توجُّعِ
بِدَمعٍ سَكوبٍ فالخدودُ شَواهِدٌ
لقلبٍ كليمٍ من جوىً وتَفَجُّعِ
أيا غَزَّةٌ إنْ لا نَغارُ فويلَنا
نُقاضي دِماءَ الحُرِّ بالمُتَشَيِّعِ
ويَدْرأُ كلٌّ عن حِماهُ بإسمها
ونَحْجُبُ حقَّ الذودِ عَنكِ بِبُرقُعِ
فذي شاهِداتُ الغَدرِ ناءتْ بِغدرِها
وفي زَحْمَةِ النُوَّامِ عَوْلَةُ رُضَّعِ
فيا طافحاً بالعزِّ فوقَ ترابِها
وتحتَ التُرابِ الأحمرِ المُتَخَشِّعِ
ويرشحُ وجهُ الصبحِ ألفاً شهيدُها
فهيَّأتِ للحِنَّاءِ ألفَ مُودِّعِ
تصومونَ عن موتٍ فجاعَ عدوُّكم
وأنتُمْ لهُ في مِنعةٍ وتمنُّعِ
فَدِنْتُ لعينيها ببوحٍ مُهَدَّجِ
وبُحْتُ بما في قَلبِيَ المُتوجِّعِ
فلسطينُ تسترخينَ فوقَ قداسةٍ
لأقصى ومهدٍ لِلمَسيحِ وَرُكَّعِ
وقد لا يكون اليومُ آخرَ غصَّةٍ
فقومي لِمَيْدانٍ وأرضُكِ أرجعي