قصيدة : " قَبَسُ الآمَــالِ "
التّصدير :
يَا مَنْ شَجَوْتَ بِلَحْنِ العِشْقِ تُشْجِينَا + يَا شَادِيَ الشِّعْرِ أنْسَامًا سَرَتْ فِينَا
تَرْنِيمَـةُ العِشْقِ جَالَتْ في حَوَاشِيـنَـا + يَخْـضَلُّ شَدْوُكَ بالآمَــالِ يُـــدْفِيــنَــا
( مُحمّد الخــــذري / قصيدة " يا شادي الشِّعْرِ " )
يَـا شَادِيَ الشِّعْرِ..
لَكَأنّ قَوافِيَكَ عُرْسٌ
فِي فَيافِي النّشِيجِ القاحلة
تحت رماد الأعجاز تتلظّى
تَفِرُّ الحُرُوفُ عَدْوًا
تتشَظّى
تُرَفْرِفُ
تَحُطُّ كالفراشات
على أزاهير الرّوح
في ربيع الغصن الرّطيب
تمتصُّ رحيق الأيّام الخوالي
و الذّكرى الآفلة..
يا شاديَ الشّعر ..
يا وَهيجَ الحروف في أنِينِي
يا صدى الحَنِينِ الّذي يُغْرينِي
أنّى تَنْجَلِي القَوافي بالفَلَق
في عَسْفِ الغَسَق
قَدْ نَاءتْ صُدُورُنا بِحَرّاق الأشْواق
مُثْقَلَةً بالآلام
قَوافيك قَبَسُ الآمَــالِ
في ليلٍ مُتْرَعٍ بالشّجَـن
رَجْعُهَا يَضُوعُ بِشَذَا المُنَى
في وَطَنٍ مُضَمّخٍ بالمِحَـن..
يَا شَادِيَ الشِّعر..
كُنْ للشَّوْقِ يَــرَاعًا
مُدَّ عِشْقَكَ شِرَاعًا
يُعَانِقُ غَيْمَ أمانينا الحُبْلى
فَكَمْ سَكَنَ الوَجْدُ ضُلُوعَنا يُدْفينا
و اسْتوْطنَ العِشْقُ أوصالنا يُنْشينا
تَرْسُمُنا العَبَرَاتُ فَجْرًا سَرْمَــدَا
تَأبْى كلّ انكـسار يُرْديــنـا
لا تَسْتَكِينُ أبَــدَا
تَصْمُدُ لِسِنِينَ عَــدَدَا..
يَا شَادِيَ الشِّعْرِ..
لَمْ تَخْبُ جُذْوَةُ الأحْلام
من شَدْوِكَ تَنْجَابُ أوْصابُ الظّلام
يُثْلِجُ رَنينُ القوافي الصُّدُور
يَحِلُّ فيها برْدًا و سَــلاَمًــا..
بمداد : مُحمّد الخـــذري