زهرة المدائن
حَائرة أنتِ زهرة المدائن
بَكت أغصان الزيتون
صرخت المقابر كَفىَ
وأنتِ حائرة مابين
دموع الأبرياء
وصمت الضعفاء
ونرجسية الزعماء
وضعوا الأغلال بمعصمك
دَنَسوا قِبلتك ومحرابك
بَكيتي وشَكيتي دوى
صِراخك بكل الأركان
انتاب الحزن ترابك
قذفت السماء زخات المطر
ولم يتحرك لهم جَفن
يا زهرة المدائن
يا خير الأوطان
أعدائك ليسوا أعدائك
العرب هم بالحق أعدائك
حرقوا الرضيع
استباحوا الأعراض
هتكوا المحارم
حين عزموا أن يبقوا صامتين
عاجزين ضعفاء
كلنا مرضى بمرض عضال
أصابتنا نرجسية الزعماء
وأدنا ضمائرنا وغشيت أبصارنا
فقدنا بصيرتنا قتلنا الإيمان
واكتفينا بلحظات بكاء
ونردد دائماً الدعاء
( حسبنا الله ونعم الوكيل )
تناسينا أن ما سُلط علينا
من أعمالنا ولم نستفيق
ونتغير حتى يرضينا
رب بالحق علا وتجلى
يا زهرة المدائن يا حائرة
بدروب الأمل لا تقنطي
من روح الله الحكم العدل
وإن كنتِ في زمن ولى
أنت الروح الأثير
فبحق الثري المبلل
بدموع الأبرياء
ودم الشهداء
وبحق غسق دام
سنوات عجاف
إن نصر الله قريب
إن نصر الله العزيز
قادم لا مُحال
وإن شُيعت جنازة العرب
فرب العباد حافظكِ
يا زهرة المدائن
يا أرض تغتصب
إن الله لناصركِ
ومحطم كل من نهب
إن نصر الله قريب
لكِ الله وحده
يا زهرة المدائن
الملاك الحزين ( ملاك محمد )