حبي الأبدي
مذ أن أهديتك روحي ذات مرة و أسكنتها جسدك و غادرت بها،بت أتجرع كؤوس الشوق المر حتى الثمالة مترنما باكيا على ليلاي كقيس في العصور الغابرة،أنتظرك كأم تنتظر وليدها الذي غاب عنها من شبابها الى هرمها و هي جاثمة عيونها مشرئبة من كوة البيت تترقب وصوله قبل مفارقة الحياة،.لقد اشتعل الرأس شيبا و طفق البدن ينحل من الأرق و الصوم الدائمين.
ما لي يا حبيبتي غير يراعي هذا الذي تنفذ عبره آهاتي و أحزاني على أوراقي العذارى و قارورة عطرك التي أشتم ريحه كلما شاء لي ربي أن أذكرك،أو ذلك اليم الذي ذهبنا اليه يوما فلعبنا على بساطه الأصفر و رتعنا صرت أذهب اليه لأشكوه بينك فأضع همي داخل قارورة و أقذفها فتعبث الأمواج بها و ترميها تحت قدمي لتظهر لي بأن همي هذا سيلازمني ما حييت أو تفصح بأنها لا تحتمل هذا كله،فأعود أدراجي أمسك بقارورة أحزاني في يدي و نار شوقي في صدري لأرتمي في مضجعي بلا سنة و لا نوم أتقلب ذات اليمين و ذات الشمال و في كلتا الجهتين خيالك الذي تركت،أستأنس به في وحدتي كترياق يخفف العلة و لا يزيلها أو يزيد على ألمي ألما.
................................................بقلم:الكاتب بن عمارة مصطفى خالد.