يا طَيْفْ
****
أصـــــابها مرضُ الملَلْ
شــيبٌ أتاها في عجَلْ
أُنثــــاها تشكو جُرحَها
مـا عادَ في العُمْر غزَلْ
تشــــــــكو التحوُّلَ آلةً للخـدمةِ حتى الأجَـــلْ
بُركــــــــــانُها في ثورةٍ منسِــــــــيّةٍ لا تُحتمَلْ
مَنْ كـــــــانَ يُفرَضُ أنّهُ نبعُ الــــحنانِ قد رحَلْ ؟
لا لم يمُتْ في حــادثٍ
ما زال حـيَّاً لو تسَــــلْ
قد جـــــــفُّ نبعُ حنانِهِ
بلســــانِهِ حلَّ الشَّلَلْ
بالأمــــسِ كان حبيبَها
واليومَ مرسـالَ الملَلْ
فلا يُداعبُ شــــعرَها
ولا يُســـــمِّعُها الغزَلْ
يؤذيها في لمَســــاتِهِ
وتثلَّجَتْ كـــــلُّ القُبَلْ
حيْرانةٌ فـــــي أمرها
لا تدري حقاً ما العملْ
إنَّ الطَـــــلاقَ مذلَّةٌ لن تُحتمَلْ
وكـــــذا الخيانةَ عارُها
بوفائها ضُــــرِبَ المثَلْ
وأنا لأجــــــــل عيونها
أسْــكنتُها بين الجُمَلْ
وزرعتُ في أنفاسِــها
حُلُمَ الخــلاصِ والأملْ
قلتُ لها يا حــــــلوتي
صـبراً على أمرٍ حصَلْ
قد يســـتعيدَ حنانَهُ ؟
يتراجعُ عـــــمّا فعَلْ ؟
قالـــتْ أُفيدُكَ شاعري
يا شـاعري فُقِدَ الأملْ
والصبرُ قضَّ مضاجعي
باللهِ قلْ لي ما العمَلْ ؟
فأنا عشِـــقتُ قصيدَكَ
يا شـاعري أنتَ الأملْ
أولستَ أنتَ القائلُ : " العِشـقُ أمرٌ مُحتمَلْ " ؟
فعرفــتُ من تصريحِها أنَّ الطلاقَ قد حصَلْ ؟
أتُراني بعد كــــلامها لو جــاءني طيفٌ سأَلْ
إنْ كنتُ قـــد أحببتُها سأُجيبُ يا طيفَ أجلْ ؟
فالقـلبُ ينطقُ باسمِها
وبإســـمها نطقَ الأملْ
والـــــروحُ لاقتْ روحَها
عاد شبابي في عجَلْ
واللـــــــيلُ عادَ مُقمِراً
إنّــي أرى البدرَ اكتمَلْ
يا طــــيفَ خبِّرْ حلوتي
وانقُلْ لها ردَّ السُّـــؤَلْ
ســــلِّمْها مني دعوةً
فلْتأتِني دونَ الخـــجلْ
مرحى بها في دولتي
أهدَيْتُها تــــــاجَ الأمَلْ
**************
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان