أضْغَاثُ حُلمْ...
رُفَاتُ العينِ شاءتْ أنْ تبُوْحَا
بحزنٍ ضيَّقَ الكونَ الفسِيْحَا
ففاضتْ ثُمَّ غاضتْ ثُمَّ كانتْ
شراعاً دافعاً _بالضَّعفِ_ رِيْحَا
ركبتُ البحرَ لا أدرِيْ جِهَاتِيْ
مياهِيْ أدمُعِيْ تَقْتَاتُ رُوْحَا
و تلقفُنِيْ غَيَاهِبُ مِنْ شجونٍ
تغلِّلُ منطقيْ كيْلا أبُوْحَا
فنَفْسِيْ ليسَ تعلمُ أينَ كُنْهِيْ
معيْ حَرْفِيْ يراودُنِيْ كَسِيْحَا!
أُغرغرُهُ أسًى فيْ لُجِّ وهْمٍ
فيلفظُنِيْ و يُملينيْ صحِيْحَا
أزلتُ غبارَ ذكرى الآهِ عنْهُ
فأدرَكْتُ التَّشتُّتَ و الجُرُوْحَا
و كُنْتُ إذا سَمِعْتُ صَدى المَعَانِيْ
نزَفْتُ الحزنَ_ منْ حرفِيْ_ شُرُوْحَا
أوحيِيْ ماتَ أم شِعريْ مَوَاتٌ
أمِ المَيتانِ ما يُوحِيْ و يُوْحَى؟
مبعثرةٌ أقاليمِيْ و ذَاتِيْ
عنِ الآمالِ قد ألفَتْ نُزُوْحَا
أُجمِّعُ في المَدَى أضغاثَ حُلْمِيْ
فيَهمِيْ مِنْ مُعاناتيْ سَفُوْحَا
و ليْ وجعٌ مقيمٌ ليسَ يَنأى
و لا يرضَى عنِ النَّجوَى بُرُوْحَا
يُبخِّرُنِيْ ضباباً مُكْفَهِرَّاً
يجزئُنِيْ.. يُكَبْكِبُنِيْ جُمُوْحا
بنَى لذُراهُ في خَلَدِيْ صُرُوْحَاً
و أرسَىْ و اعتَلَىْ تلكَ الصُّرُوْحَا
و خَلَّانِيْ على عَتَبَاتِ نَحْبِيْ
أمُصُّ الموتَ مُنكمشاً طَرِيْحَا
أيا ربِّيْ أما لِلْهَمِّ فَرْشٌ
سِوَىْ صَدْرِيْ _اجْتَبَاهُ _ليَسترِيْحَا!؟
يحيى يسين