طوقُ الياسمين////
كلُ عشقٍ صلاةٌ وإحرامُ
حلمٌ يراهُ المرءُ ولا ينامُ
واحتمالُ نيلِ السعادةِ صعبٌ
مهما رجعتْ بنا الأيامُ
ليسَ أمراً يشوبهُ شيءٌ
فالهوى قدرٌ وإنعامُ
ربما يُحسدُ كلُ عاشقٍ
وطبعُ الحاسدِ لا يُلامُ
إنما لحبِ الشامِ يحسدنا
ولحسنِ نساءِ دمشق نُلامُ
في كلا الحالين نبقى أعزةً
فالعشقُ في الحجازِ حرامُ
والذي قصدَ العراق يدري
لولا النجفُ لسادتِ الشامُ
ألذُ نكهاتِ الهوى فيها
لا تعرفُ المحاقَ بل البدرُ التمامُ
ليلها شَعْرٌ لا تناهى طوله
والنجومُ بين الثنايا كلامُ
فلو أن أمينَ الوحي نَزَلَهُ
لتاهت بحسنها الأقوامُ
لو أبصرتها لكتبتَ شعراً
كأن في العيونِ إلهامُ
ولو لمستَ كفها لبرئتَ
مما تأذَتْ بهِ الأجسامُ
حُسْنٌ مهما غلوتَ بوصفهِ
ستعجزُ عن بلوغهِ الأقلامُ
كلُ وصفٍ من غيرِ تأليهٍ
ضعيفُ المتنِ والقولُ حرامُ
يا أرضَ الكنانةِ ألم تعلمي
بالنهودِ أيضاً تُرْفَعُ الأهرامُ
طالَ تباهيكِ بالحجارةِ لكننا
بنينا المعابدَ وفوقها الأقدامُ
فللترابِ بأرضِ الشامِ روحٌ
ومن عرق النساءِ يأتي الغمامُ
نعم إنَ الشامَ جنةٌ
وباقي الكونِ جهنمٌ وأوهامُ
لعمري بينَ الأنامِ ملائكةٌ
وتحتَ الأظافرِ خُلِقَ الأنامُ
قُلْ ومهما قُلْتُ فيكِ
يا أرضَ الشامِ أينَ الإعظامُ
و لو ساروا في الحاراتِ ليلاً
و سألوا المارةَ أينَ الظلامُ
إنَ الشمسَ لم تغبْ إنما
على الياسمين تُعَرِشُ أو تنامُ
حجارةٌ لو دُعيتْ لفدائها
لأقدمتْ ولم يقدمْ الإقدامُ
فهل عرفتمْ قبلها صنماً
كأنما هو الفارسُ الهمامُ
فارسٌ يصبو الوصالَ بموتهِ
و رُبَّ جريحٍ لم يدركهُ إيلامُ
حسبي وحسبُ النساء بأنكِ
أنتِ العروبةُ بخٍ لها يا شامُ
بقلم حسين شبلي