نبيٌّ في الضفةِ تحررا
من قَيْدِ الخوفِ قامَ ليثأرا
ما عادَ رصاصُ الغدرِ يُخيفُهُ
فالحرُ يأبى أن يعيشَ مُأطرا
لا إطارَ يحتوي حُلْمَ طفلٍ
يرى بأن وطنهُ لا يُباعُ و يُشترى
نبيٌّ بهويتين دونَ بطاقةٍ
إحداهما وطنيةٌ زادتْ تَجَذُرا
و عروبةٌ يأبى ضياعها
رُغمَ أنها من أضاعتْ عنترة
ها هي رام الله تصلي من جديد
و قُبلَتُها القدسُ لا أمُ القرى1
ها هي غزة تبكي ظُلْمَ المشيرِ
يُحاصرُ الغيمَ إن أمطرا
يا من تجلى نبياً في طفولتهِ
كلُ فلسطين أنبياء كما أرى
أغرقوا بالدمعِ يا أطفالَ ضِفتنا
واقعَ أمةٍ بغفلةِ من التاريخِ جرى
و ارسموا بضحكاتكم وطناً مجازياً
يحيا بجنتهِ الأطفالُ والشُعَرا
يا دير َياسين قامَ الطفلُ حاملاً
سيفَ حيدرة ودحا خيبرا
من صورَ اليهودَ بأنهم قتلة
خوفنا منهم من سيطرا
خوفنا جعلَ منهم قوةً
هُمْ وهمٌ لولانا لما انتصرا
طالَ الموعدُ يا فلسطينُ هل أبكي ؟
تزوجتُ دمشق و ما زلتُ إليكِ مُبحِرا
لولا الشامُ لم أخنْ رهبنتي
حاشا لعشقكِ أن يتبخرا
يُحَلِلُ الدينُ لي مُربعاً
يُحيطُ الفؤادَ فيبدو مُسَّورا
أريدُ يا فلسطينُ أن أشتاقَ لوصلكِ
ولو عُدنا بالشوقِ إلى الورا
أريدُ شوقاً لكي لا يرتوي
و من عشقَكِ على الأخطارِ أفطرا
حررتِ أخوتكِ من حُكْمِ فاشيٍّ
لما هزمتِ كسرى و قهقرتِ القيصرا
بقلم حسين شبلي
#فلسطين-تنتفض