....................البعد عن الدين وتحولات نظرية تحرير المرأة.......................
كانت نظرية تحرير المرأة حركة طبيعية تنبعث من محورية دور المرأة فى المجتمع باعتبارها عضو فى المنظومة الانسانية .........باعتبار مركزية الانسان وانفصاله عن الطبيعة...وفى تلك المرحلة كانت المناداة بحرية المرأة والمطالبة بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ....وهذه المرحلة تتوافق تماما مع فلسفة الدين وخصوصا الدين الاسلامى الذى أتى بمنظومة متكاملة أعطت للمرأة كافة الحقوق التى كانت تنادى بها باعتبارها شريك أساسى فى الحياة الانسانية المشتركة دون سلب لمهامها الأساسية الأسرية باعتبارها صاحبة الدور الوظيفى الأهم ألا وهو دور الأمومة والرعاية والحضانة والذى لايستطيعه الرجل .حسب التركيب الوظيفى الفطرى القائم على أن كل ميسر لما خلق له .وتحقيق نظرية الاستخلاف فى الأرض وعمارة الدنيا ......الى أن ظهر فى الغرب نظرية أو مصطلح ( الفيمينزم) وذلك اثر التطورات التى دخلت على الحضارة الغربية والتى غيرت من توجها وبنيتها ......فوفق هذا التحول تم اعادة صياغة الانسان فى ضوء الجدوى الاقتصادية والمنفعة المادية ....مما أدى الى هيمنة القيم البرانية ( أى المادية ) على حساب القيم الجوانية ( أى الأسرية ) وانعكس هذا على حركة تحرير المرأة فأصبح جل الاهتمام أساسه الاهتمام بدور المرأة العاملة ( البرانية ) مع اهمال دور المرأة الأم ( الجوانية )......وصار الاهتمام بالانتاجية على حساب القيم الاجتماعية والأخلاقية ..وبالتالى تلاشت فكرة المعنى باعتبارها فكرة ليست مادية كمية .........وتم القضاء على أهمية الاحساس بالأمن الداخلى النفسى .....وأصبح دور المرأة الأمومى لاشئ فهو لايقاس بالمادة فبالتالى فهو كالمعدوم ( رغم غلو قيمته الانسانية ) فاذا سئلت ربة البيت عن عملها تجيب = لا أفعل شيئا .. ..وهكذا تغللت المرجعية المادية على حساب المرجعية الانسانية .....وتحول المجتمع وفق( نظرية التمركز حول الأنثى ) الى الواحدية الاميريالية والواحدية والثنائية الصلبة فالذكور يتمركزون حول ذكورتهم والاناث يتمركزون حول أنوثتهم........ ونشأ الصراع بينهما لفرض الهيمنة .فالذكور يريدون السيطرة والاناث كذلك .وهو مانعيشه الآن ........وغدا ستنحل تلك الواحدية الامبريالية والواحدية والثنائية الصلبة لتصير واحدية مادية سائلة فلايكون ثمة فوارق بين ذكر وأنثى بل الكل سيتفكك وسنكون بلا معالم ..فهلا رجعنا الى ديننا وتمسكنا بدستورنا القرآنى ورجعنا الى هدى نبينا صلى الله عليه وسلم قبل فوات الأوان .....بقلمى | محمود عبد الخالق عطيه