******** استراق ********
#حسن_علي_محمود_الكوفحي ... الأردن ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
إنّي أسترقُ السَّمْعَ إلى نبضِ روحِكِ ..
الثَّائرِ جيوشاً مستنفرةً في دمي .
فلا يلبثُ النَّبضُ حتّى يأخذني إليهِ ..
فأندغمُ في فيضهِ ..
وأتلاشى في إيقاعهِ ..
وأستقرُّ .
( 2 )
إنّي أسْترقُ اللحظةَ منِّي ..
بهمسٍ بلا لمسٍ ..
بنورٍ بلا شمسٍ ..
شيءٌ كخيالِ النّحلِ معَ الزّهر ..
أسْترقُ عمري ..
حين يصيرُ مصنعاً للعسل ..
وحينَ يصيرُ وجهكِ حقلٌ من الزّهر ..
فأصيرُ طفلا ..
يرى يرى الأشياءَ لِأوّلِ وهلة ..
فيرتبكُ .. ويرتعش ..
ويندهش .
( 3 )
إنّي أسْترقُ النَّظرَ إليكِ ..
أستعذبهُ .. اسْتعذاباً .. وعذاباً ..
ورَوْحَاً مُذاباً ..
أحيا .. وأموتُ فيهِ .. وأنبعث ..
لِأنَّ إدمانَ النَّظر..
في وجهِ القمر ..
يُلغي الرُّؤْيا ..
ويُضلِّلُ العبارة ..
ويصيرُ البصرُ لجينا ..
وأنتِ كما أنتِ ..
في مكانكِ العلي ..
الخفي .. الجلي .
( 4 )
إنّي أسْتَرقُ الأشْياءَ إليكِ اسْتراقا ..
وأُباعدُ بين الرّشفاتِ ..
فلا الجوعُ مقيمٌ عندي ولا الشِّبع ..
وأُحبُّ أحياناً الطّريقَ الطّويلَ إليكِ ..
وأحياناً أنْ تُطْوى بيننا المسافات ..
فالحالةُ المُثلى في الاشتياقِ إليكِ ..
كحدِّ الصِّراط !! .
( 5 )
إنّي أواصلُ الاستراقَ ..
حتّى أشتعِل ..
فأنا بكِ أكتمل ..
فهذا عمري المُذابُ على طريقتكِ الفضْلى ..
فأنا بينَ يديكِ ..
أتجمّدُ وأنصهر ..
وتبخّرُ وأتكثّف ..
وأهطلُ وأنهمر..
وربما نُثْمِرُ ذكرى أليمة ..
أو ذِكراً عطِر .
( 6 )
يا بعيدةً ..
إنّي أراكِ كغيبٍ جميلٍ حضر ..
ويا قريبةً كخاطرٍ لمحاً عبر ..
ويا شوقاً مذاباً بطعمِ القدر ..
إنّي وإيّاكِ ..
كشيءٍ أدركهُ القلب ..
وعجزَ عنْ إدراكهِ السّمعُ والبصر ..
رُغْمَ أنَّا سيِّدتي ..
كسائر البشر .