***** النّقرات !!! ... *** 28_11_2015
#حسن_على_محمود_الكوفحي ... الأردن ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقراتُ الأقدامِ ...
تطأُ خدَّ الشَّارعِ دونَ إيقاعٍ ..
ليسَ إلّا نَزَقُ العواطفِ يملؤها .
تورقُ النّقراتُ خطواتٍ في كلِّ اتجاه ..
الشَّارعُ المُتَّشِحُ بالسَّوادِ بدهاءٍ يُقلِّمها .
السَّنابلُ بقاماتها اللينةِ ..
تحتقبُ الأسفارَ على عواتقها ..
تنحني إلى الأمامِ قليلا ..
من تحتِ إبطها ..
تنظرُ نظرةَ وداعٍ للخلف ..
والماضي .. كشعارٍ .. ما زال يسكنُها .
تمضي .......
معَ توالي الآلامِ .. والأيام ..
نبتَ لها بين الكتفينِ سنام .
الأكفُّ الصَّغيرةُ اللدنة كالعجين .
حلمٌ شقيٌّ يراودها .
لا فتاتُ الطّريقِ .. شواهدها .. أضواؤها ..
لا ينقطعُ نباحها .
الطَّريقُ المرصودُ ..
بعيونِ السُّلطانِ .. وعيونِ الزُّعرانِ ..
تلاحقها .
بعدَ كلِّ مقتلةٍ .. وأختها ..
تثِبُ لافتةٌ .. راقصةٌ في السَّماءِ ..
بكلِّ عُريها مصلوبةٌ في الفضاء ..
العيونُ شاخصةٌ مُتَسمِّرَةٌ فيها ..
تعبُدُها ! .
تقولُ الرّاقصةُ ..
لمْ يبقَ وقتٌ ..
لمْ يبقَ إلّا القليل ..
المُستقبلُ أمامكم ..
فتزوَّدوا بي كي تمضوا قُدُما ..
والكلُّ عاشقٌ ويلعنها .
السَّنابلُ ..
مطرُ عرقِها يكادُ يُغْرِقُها .
الطَّريقُ المُسْودُّ يوغِلُ في النَّقرات ..
يمتصُّ رحيقَ زهرٍ من دمها .
يثورُ صوتٌ مباغةٌ ..
لا وقتَ لكنسِ مَنْ يسْقط ..
لا وقتَ لِتضميدِ الجراح ..
لا وقتَ للنواح ..
فازَ مَنْ بالدَّمِ عمَّدَها !! .
بعضُ جنودِ السُّلطانِ ..
يٌلْقونَ الفُتاتِ ..
ويَتَلهَّونَ معَ الكلابِ والنِّسْوان .
اللافتاتُ ..
تمعنُ عرياً وغواية ..
أنْ أقبلوا .. وتزوَّدوا ....
النَّقراتُ ..
ما تزالُ تحتقبُ الأسفارَ ..
احْدودبَ المستقبلُ كظهرها .
الطَّريقُ الفاحمُ الأفعواني ..
خبرتُهُ المنقطعةُ النّظيرِ ..
تجعلهُ يغيّرُ الجلدَ ..
بعد كلِّ مقتلةٍ وأختها .
اللونُ الأسودُ يضيءُ كلَّ شيءٍ ....
النَّقراتُ ..
في أحلامها غارقة ..
متى تلجُ عالمها ..
متى تطرحُ شرنقتها ؟! .
متى تنغلُ .. تعجُّ في ثناياه ..
متى تنضو سُجُفَها ؟! ..
متى في رحمِ الأرض .. في صدرِ الأرض ..
تأخذُ مكانتَها ؟! .
الرُّوحُ تعودُ للجسدِ حيناً من الدّهر ..
وقتٌ كعمر الزّهر ..
الدَّفاترُ الكتبُ ..
تأخذُ زينتها ..
بينَ يدي الأطفالِ ..
تتقلَّبُ في دمها ..
والخريفُ ..
دائماً يأتي مبكّرا ..
يأكلَ أناملها ؟! .
الألوحُ المصلوبةُ على جدران الحلم المدرسي ..
اللافتاتُ تتقمصها .
مكتوبٌ عليها بخطٍّ أحمرَ قان ..
في سوادٍ متفان ..
لمْ يبقَ وقتٌ ..
لمْ يبقَ إلا القليل ..
المُستقبلُ أمامكم !!! .
النَّقراتُ ..
تنفرُ .. تنتفضُ ..
تَدِفُّ ولا تطير .
الطَّريقُ بكلِّ سوادِهِ يحتضنها ..
والأوتادُ بحزمٍ تتلقَّفُها .
وتستمرُّ الأيامُ .. والآلامُ بالتناسلِ ....
ما بين قوسي ..
التَّشاؤمِ .. والتَّشاؤل .
المستقبلُ أرهقتهُ الشّيخوخةُ المبكِّرة ..
نبتَ لهُ سنامٌ ما بينَ السَّماءِ والأرض ..
وتُجَّارُ الأرضِ .. والْعِرْضِ .. والدَّمِ ..
ما شاخوا !!!! .