آيات الحنين
عربيُّ أنصبُ خيمتي صوب َ السماء ِ
وأسوقُ قافلة الرياحْ
عربيُّ أحلبُ ناقة َ الأشواق ِ
بكر ورودها
وأهزُّ فاكهة النجوم لعاشقي مسرى الصباحْ
وسمايَ رحم ُالأرض من أوجاعنا حبلى
وقهقهة ُ الجراحْ
ودماي َ جائعة ٌ ضياءْ
شرفاتُ روحي َ ... قاتمة
هل تمطرين على حريق ٍ عِفتُهُ
وتملحين عذوبتي
وتعذبين ملوحتي ؟
وتهاجرين أسيرة الأطيار ِ غصْبا
بدماي َ أنثاي َ اعتنقت طقوسها
وعَبَرْتني نهرا ً يمشط ُشعرها لهبا
ليبيح َ عورته الشتاء ْ
بدماي َ وجهُ نبوءة ٍ عفراء َ
تهطل ُ كلما اغتلمت سحائبُ من ضفائرها
أو ارتعشت إباء ْ
بدماي َ حولين انتظرتكِ
سالت النجوى ضبابا ً لاذعا ً،
والورد يشهق ُ سكرة ً بعطوره ، وصهيله
وأنا ... ابتهالا ً فاسقا ً بخصوبتي
وبشهوة ٍ غضبى
حين افترشتك ِ
لم تكن ْ للشمس أوردة ٌ
ولم يكن ْ اشتباه ٌبين أصلابي
ولا ذنبي بعرش سمائه اقتربا
حين احتضرتك ِ
قلتُ فلتؤمنْ طوائفُ ،
وليزل ْ مطر ٌ ، وحصّادون َ ،
وليرفع أذان ٌ باتجاه القدس ِ قِبلته ُ
ويمسي روضه عشبا
.... ونزعت ُ بالدم ِ خيمة المنفى فقومي
الآن نجمع ُ للحساب ِ
وتنصبُ النار ُ
الآن تُنزلُ حِملهَا الغيمات ُ
تجهضُ حَملَها الوردات ُ
ينتفض الرماد ُ ، أجنة ٌ من حُوره تعرى
وجنة ٌ من روحه ِ غُلبا
ياقوتَ من أنهار ْ
والنورُ لم يُزهق على جسدي ،
ولم تشبعه ُ أرضي خيفة الإعصارْ ،
والأحجار ْ ،
صرعى على عين السماء ِ وسمعه ِ
ما بين مرثاة التراب وثورة ِ الأقمار ْ
والشوق مشكاتي إليك ... صلاتي َ الأولى إليك
وغربة الإسراء ْ
والعاشقُ المصلوبُ ينتظر النهار ْ
والعاديات عليه من عصفِ اشتعالي
ما يعفر ُ وجه شمسي بالدماء ْ
والقدس ُ ،
إن القدس َ أخر قُبلة ٍ مني ،
وأول ُ قِبلة ٍ مني
تخرُّ بها جباة ُ الأنبياء ْ
هجعت دماء العابرين شواطئ َ المرجان مِنْ
عذب ِ القداسة في بهاء القبة الصفراء ،والعطر الحزين ْ ..
فتصدّعتْ فوق العواصم ِ أبحر ٌ
من ياسمين ْ ...
لا يُشعل ُالقمرُ الجليل ُ بجذوة ٍ
من عنبر النيران ِ إذ ْ
يلج ُ العروق َ إلى عظام الشمس ِ ... يمتصُّ البهاء ْ ،
فاجرع ْ من المطر ِ البكور على اشتهاء ْ !
هذي طقوس ُ صلاة والينا الحنين ْ
من شاء فلينهله ُ في غيماته ِ
ينساب في دفء الأباريق ِ الوضيئة بالسكونْ
أو فليعضُّ البرق َ ... أو
يمشط ْ تخوم الرعدِّ عن ْ
عذراء ما زالت مرصعة ً على ( حوراء عين ْ ) !
واقطفْ من العسل المعتّق جرعة ً
أو جرعتين ،
وارسم بكل سكينة ٍ نجما ً بإحدى المقلتين ْ ،
واترع من الخمر ِ المباح بلذة ٍ
ألق َ التمخض ِ بالجفون ْ
يا أيها الإكليل ُمن وجع المسيح على الجبين ْ :
أكرِم ْبطهر ولادة ٍ
هتكت حجاب النور ِ والعبق َ الحزين َ نبوءة ً
نصرا ً أنيقا ً للحقيقة وارتقاء ْ !
ما ضاقت ِالأرحام ُ من أوجاع ِ كلِّ مشرد ٍ
نُطف َ الغبار ِ بأرجل ِ القمر ِالشهيد بقدسِنا
وعلى صهيل كتيبة الإسراء ِ ما
شربت أصيلُ الشمس بشرى ، أيُّ بشرى في العيون ْ
رويدك ،
حين ترتلين على سفوح ِ دمي بالعصر ِ الإلهي ،
والتين والزيتون ْ
حين تمتشقين ْ
بجوادكِ الأوفى إلى بلدي الأمين ْ
فبأيِّ آيات ِ الحنين ِ تكذبين ْ ؟!!
الشاعر / ناصر عزات نصار