مضى دهرٌ عليكي فاتركيني ------------- أفرُ من العذابِ الى سنيني
أضعتُ العمرَ فيكي كلُ همي ------------ أراكي صدفةً تروي حنيني
ومرَ الدهرُ ما صدفٌ أتتني -------------- ولا وصلٌ يخففُ من أنيني
أسوفُ حيرتي بغدٍ لعلي ----------------- ألاقي الغدَ يشفقُ بعد حينِ
ويأتي الغدُ لا يحمل جديداً --------------- سوى شوقٍ أراهُ يزيدُ فيني
أيا دهرَ المحبةِ جُد بوصلٍ ---------------- فإن الشوقَ قد أدمى جبيني
ألا فاجلب عيونها في طريقي -------------- أما تسئم من الهجرِ اللعينِ
فردَ الدهرُ عندها في علوٍ -------------- أراكا هجوتني تشكو عريني
أما خلاً نشدتَهُ منذُ عهدٍ ------------------ تناشدني الوصالَ وترتجيني
ولا أذكر لهُ خبراَ بيومٍ ------------------ يرومُ الوصلَ فيكَ ويشتكيني
بلى واللهِ يلهو كلَ يومٍ -------------------- و لا يذكرك مع مر السنينِ
ولو شوقٌ دهاهُ أتاكا زحفاً ------------- --- ولم ينساكا في عُسرٍ ولينِ
فما ذنبي أتشكوني بظلمٍ ---------------- اذ السجانُ يُعشقُ من سجينِ
ألا فانجو بنفسكَ من قيودٍ ---------------- فان الأمرَ يُفهم من فطينِ
بقلم طارق العبري