يا من تعرت كي تبيحَ هوانا ----------------------- لاتحسبي أنا نطيعُ هوانا
إنا لنغدو في الورى وكأننا ----------------------- أُسدٌ نخوضُ الساحَ والميدانا
فينا الوفاءُ وكلُ وصفٍ طيبٍ ----------------------- أما الحياءُ في سماءِ سِمانا
لا تبرزي وجهاً تعرى من حيا --------------------- فيهِ الصباغُ تعددت ألونا
لا تكشفي لحماً تدني سعرهُ --------------------- تبدي المفاتنَ جهرةً وعيانا
تجري الكلابُ وراءهُ في لهفةٍ -------------------- أما الأسودُ فتأبي الذي قد هانا
لا تنظري نحوي فإني لن أرى ------------------ وجهاً تناسى الخُلقَ والإيمانا
لا تحسبينا قد خُلقنا صخرةً ------------------- لكن وضعنا للهوى ميزانا
والناسُ إن ضلت إليكِ طريقها ---------------- إنا عرفنا للهدى عنوانا
فلتنظري كلَ الأناسِ بحولكِ -------------------- كم قد رأيتي خائنا وجبانا
والحرُ يأبي أن يداني قصعةً ----------------- فيها اللئامُ تجمعت قُطعانا
والناسُ تُرفع بالنقودِ وغيرها ------------------ كم من وضيعٍ قد علا أحيانا
كم من لئيمٍ سادَ في أقوامهِ ------------------ والطبعُ فيهِ وإن ترى ثُعبانا
إنا وجدنا في الوقارِ حياتنا --------------- لا نرضى يوماً أن يُمسَ حيانا
لا نرضى من أعطى الدنيةَ دينهُ ------------- باعَ النجاةَ بلهوهِ خسرانا
من سرهُ زمنُ الخطيئةِ لحظةً ------------- يلقى الدوائرَ بعدها أزمانا
فاربأ بنفسِك أن تكونَ مطيةً -------------- للشرِ واحذر أن تكونَ جبانا
واحذر بنفسكَ أن تذلَ مهانةً ------------- لا خيرَ في مرءٍ يذلُ هوانا
والنفسَ فاحذر إن دعتك لزلةٍ --------------- تلقى الحياةَ بعقبها احزانا
شرُ الأناسِ إذا رأيتَ لحالهم -------------- فاعلم هواهم قد غدا سلطانا
قد ملكوه فما يكونُ بأمرهِ ---------------- يجري عليهم قد مشوا عميانا
فاحذر جدالاً قد يكونُ بشأنهم ---------- فالقومُ ضاعوا في الهوى خُسرانا
خيرُ الأناسِ اذا نظرتَ لأمرهم ------- فاعلم هواهم قد لقى عصيانا
قد قيدوه فلا يجولُ بفكرهم ------------ حتى تواى شرهُ حيرانا
خُمصُ البطونِ اذا رأيت هزيلهم ----------- لكن تقاهم قد غدا شبعانا
ما همهم تلكَ الحياةُ بأسرها -------------- فالكلُ يطلبُ بالهدى رضوانا
تللكَ النفوسُ إذا أرادت همةً ------------- تلقى الجبالَ وقد غدت قيعانا
فالزم بركَ إن سلكتَ طريقهم ---------- تلقى النفيسَ وما غلى أثمانا
واحذر نفاقَ النفسِ في أطباعها ------------ فالربُ قبحَ فعلهم قرآنا
واترك مزاحاً إن رأيتهُ جارحاً -------- لا تجرحن بحقهِ إنسانا
فالكلُ يشكي همهُ من حيرةٍ ----------- فأتي بمزحٍ زادهم إحسانا
واحذر كلام السوءِ تلكَ جهالةٌ ------------ واحرص بنفسكَ ان تزلَ لسانا
كم من كلامٍ كان من أخبارهِ --------------- انَ العداوةَ فرقت إخوانا
فاللفظُ أنفذُ من سهامٍ حسبهُ --------------- يُلقي العبيدَ بشرهم نيرانا
واحذر غروركَ ما أراكا بخالدٍ -------- اصلُ الغرورِ ولو تر شيطانا
من كان يحسبُ نفسهُ في عِليةٍ ---------- فوقَ الأناسِ فقد هوى قيعانا
عاشر عظيماً لا تراهُ بناقمٍ ----------- شأنَ البريةٍ بل بدا رحمانا
إن العطيمَ لا يكونُ بكبرهِ ------------ تلكَ البساطةُ سرهُ كم لانا
وارحم غريباً فرَ من أوطانهِ -------- قاسى الصبابةَ دهرهُ أشجانا
وارحم ضعيفا جاءَ في أعذارهِ -------- يرجو لديكَ بذنبهِ غفرانا
إنَ المكارمَ زينةٌ في أهلها ----- تأسر قلوبَ الناسِ أن تزدانا
بقلم طارق العبري