لكِ بالأمسِ مَشت كلّ الليالي
دافقات الفجر هماً في ضلوعي
نلثمُ الآمالَ نوراً خافتاً
ولحظاتٌ مرّةٌ بَثتْ شموعي
نلعن الاحلامَ لو بالضوءِ تاهت
وبجوف الصمت تذرفها دموعي
باركتْ الاقدارُ حلماً مستحيلاً
وهو في بعدٍ سحيق في سطوعِ
** ** **
هلَلتْ بالحبِ نجماتٌ لنا
وأضئنَ الليلَ فأحيت أمسنا
وتخلّى الغيمُ عن أهرامهِ
من غيوثٍ عزفت في همسنا
نافضٌ عنّا غبارٌ في المدى
فتجلّتْ نورَ سعداً شمسنا
يا ملاك النور والنور هدى
في فنارٍ لسراةٍ قبسنا
*****
ياملاك البعد والبعد فراق
ثابَ جرحٌ من جروحٍ لاتطاق
ايَّ قدساً إطهاراً للذنوبِ؟
أيَّ قفراً .. الدم فيه لايراق ؟
والخطايا لايواريها دجى
في العلى تبقى ليوم المساق
أُنْسنا ما دام يوماً أبدا
وأنين الليل في الآماد ضاق
لاتخافي من عتابٍ بيننا
فالعتاب المرّ يشفيهُ عناق
******
ياملاك الصمت والصمت بلاء
هاتِ عودي نملأُ الدنيا غناء
لمْ أقلْ ما جالَ فيها خاطري
فبعينيكِ أرى كل الرثاءْ
لم أقل ما جال فيها خاطري
فكأنَّ الصمتَ أشواقٌ تضاء
وإذا الليل مزيلٌ سترهُ
هادر الانوار من ثقبِ السماء
وثوى سحركِ في جسمي الذمي
فكأنّي هيكلا مبني من سناء
زياد شوقي
بغداد