=== (( أسير الأحزان )) ===
_______________________
.
دَخيلكُم لا تسولفوا لي عنِ الألم والأحزانْ
ضاق بِيَ الحال من السُّكوتِ ومُعاناتي
.
لا أجِد فيكُم كَلام يسُرّ ويكسِر الكتْمانْ
بَسمَة مِنكُم تضَحِّكني وأبوح عَمّا في ذاتي
.
أنا شاعِر ومَشاعري أرسلها لِكلّ إنسانْ
ونُقّاد على الدّور واقفين ينقُدوا كِتاباتي
.
مَلّيت الوحدَة وخَلَّتني بعيد عنِ الخِلّانْ
يمكنْ صارَت صُحبتي وخِلّي في مُواساتي
.
أنا لا أُجاملكُم بِكلامي وأعزِف الألحانْ
هذه حَقيقَة أمري وقِصًّة مُعاناتي
.
الّلي يدخُل قَلبي يَرى لَونَهُ القانْ
الحَكيم قَرَّرْ وقال هذِهِ آخِر أوقاتي
.
دنيا فيها العاقِل والمَجنون والفَنّانْ
وأنا احتَرت كيف أتعامَل مَعهُم بِصِفاتي
.
لَمّا أرى أخي مِثلي حَزين وتَعبانْ
أقوم الّليل أُصَلّي وَأدعو لَهُ بِآياتِ
.
عافَت نَفسي كُل الأفراح والأشْجانْ
والحزن يلاحقني كلّ أيّامي وَحياتي
.
في يوم دَعاني جاري السُّلطانْ
قُلت ألَبّي يمكن أخرُج مِن سُكاتي
.
حَيّيت وجَلَست والُكلَ كان طَرْبانْ
وعُيونهُم بَسمَة في عيوني رَأفَة بِمَأساتي
.
فَكَّرت أعتَكِف في المَسجِد وَأطفِئ النّيرانْ
وأشكي لِربِّ العِزَّةِ لِيَفُكّ أزماتي
.
هُوَ المُعِزّ والمُذِلّ وعالِم بِكلّ الأحزانْ
ولغيرِه لَنْ ألجَأ في حَلّ مُشكِلاتي
.
وبَعد أيّام مِن قِيامي وقِراءَةِ القُرآنْ
شَعَرتُ بِراحَةٍ ويّدّاَتْ تَظهَر ابتِساماتي
.
يا أخي لا تَكون غافِل وضَعيف الإيمانْ
اسْعَدْ بِالقُرب مِن الله كُلّ السّاعاتِ
.
كُلّ الناس مُعَرَّضونَ لِلْألَمِ والأحزانْ
والمُؤمنُ مَن يَصبِرُ في جَميعِ الحالاتِ
_______________________
بقلم الشاعر / بشار إسماعيل
____________________