***لساني والنميمة ***
ودَاعاً أيّها القَولُ المُنَافِي
لِمَا سَنَّ المُقدِّرُ إذ هَدانِي
ودَاعاً يا مِقَصَّ الوَصلِ بَينِي
و بين الرَّبِّ و الإنسان ثَانِي
فَكَم آدَيتَ مِنْ بَشَرٍ و خلقٍ
و كَم دَنَّستَ مِنْ قلبٍ حَوَانِي
أيا أفَّاكُ يا قَدَّافُ دَعنِي
أشُقُّ نَواكَ و القلب الجَبانِ
لِأقتُلَ فِيكَ خُبثاً ليس يُغْنِي
و أُخرِجِ مِنكَ سُمّاً قد أَدانِي
أَدانِي بِالتَّحدُّثِ في عِبادٍ
أحَبتنِي لِوجهِ المُستِعانِ
أيا نَمَّامُ يا قَدَّافُ قُلِّي
لِمَا تَصبُو بِقولِك يا لِسِانِي
فَمَزَّقَنِي بِردِّهِ مِثلَ سَيفٍ
و أحرَقَني بنَارهِ بَل طَهانِي
و كان الكَاشِف المُرئِي لِخُبثِي
و كالبُركانِ فُجِّرَ بِالنِّرَانِ
أنا الحِقدُ الذي مَاؤاهُ قَلبٌ
نَسَى المُعوَدَّتَيْنِ فَضَلَّ جَانِي
أنا حَسَدٌ و كُرهٌ و احتِقَارٌ
تَبَدَّى في النَّمِيمَةِ لِلعَيَانِ
فَقُلتُ وما مُرادُك يا لِسانِي
فَردَّ بِما تَثَاقَلَ مِنْ أَمَان
مُرَادِي وَضع خَلق الله دُونِي
لأبدُو خير شَخصٍ في زَمانِي
مُرادِي كَسب أفئدَةٍ و خلقٍ
و حُب الكُلِّ لِي مِنْ دُونِ ثَانِي
فَقُلتُ و هلْ تَحَقَّقَت الأمَانِي
فَجَاوَبَنِي و لِلمَسمُومِ حَانِي
أنا نَعْلٌ بِأقدَامٍ تَدنَّتْ
أرَدتُ عُلُوَّ مَرتَبتِي و شَانِي
فما صَدَقَت أَمَانٍ في فُؤادِي
وذلك ما جَنَى قَلبٌ غَوَانِي
فَمَن أعلاهُ حُسنُهُ زاد نُورا ً
ومن أوطَاهُ سُوءُهُ ظَلَّ دَانِي