وتمر الأيام .....
هكذا الأيام
حكم الأيام سرى فينا
وتسيرنا كمساجينا
أيامٌ لا تثبت أبداً
فتفرحنا وتبكينا
سفرٌ وفراقٌ ورحيلٌ
وعذاب مرُ يفنينا
والدنيا دارٌ محزنةٌ
سكناها ليس بأيدينا
سكناها قدرٌ محتومٌ
والحزن شراب تسقينا
تلبسنا الغمَ بأثوابٍ
والهم طعام يكفينا
فبكاءٌ من أول نفسٍ
وشقاءٌ يتبع وأنينا
أيام فيها أقدارٌ
فيها أحلامٌ تسلينا
وتداريا وتجافينا
وتحاربنا وتحيينا
وأمانينا وتسالينا
تلهو كعقول مجانينا
تغدو كرماح ليالينا
تفنى كختام أغانينا
إصرار الأمل بنا يسمو
هل يجهل سرَ تلاقينا
هل يعلم دمع تباكينا
صغنا للهم قوانينا
تتكالب أممٌ كي تحظى
بالدنيا وهي تنادينا
والدنيا – سبب تكالبهم-
أقبح من كلب برارينا
الراحة محرومٌ فينا
ودمانا فوق مآقينا
أطفالٌ غرباء ظلوا
ورجالٌ قوتهم لينا
عزتهم من ذلٍ طينا
وكريمٌ أضحى مسكينا
الدنيا ساعة باغينا
يفرح بجلال مراثينا
لا يعبأ بهمومٍ فينا
يطرب بأنين ليالينا
الدنيا وادٍ يرمينا
لا ترحم شيخاً وجنينا
جسداً منحولاً وبدينا
فرحاً مسروراً وحزينا
تضفي الأحزان مكابرةً
وتحل رباط تآخينا
تستضعف عبداً مسكينا
وتمد الظالم ليرينا
هل خافت من بطشِ قويٍ؟
أضِعافٌ تتدرب فينا؟
فقراء لا نملك طينا
حقراءٌ لا نعرف دينا
تدرين حقيقة ماضينا
يا دنيا لطفاً إنسينا
إنسي أيام تآخينا
أيام صفاء ليالينا
إن رمتِ عذاباً فانتظري
حتى ترتاح مآسينا
ما أعجب أمرك يا دنيا
اسمك دنيا وتعلينا
ونطير إليكِ فتهوينا
وبهجرك ثم تلاقينا
كالمرأة لكن تختلفي
فعذاب المرأة يرضينا
وعقاب المرأة يغنينا
وحديث المرأة يسلينا
بسماتٌ قد تحفر فينا
بصمات الشوق وتغرينا
لكن في الغدر ملاعينا
الدنيا والمرأة زينه
قد ظفرتْ كلٌ بأبينا
من جنة خلدٍ ترمينا
أقدارٌ واعجبي منها
قد قلبت طبع تسامينا
فالظالم يلق محبينا
والعاقل يلق تجافينا
والجاهل مقصودٌ علماً
والعالم منبوذٌ فينا
والعابد يبلى بعذابٍ
والفاسق يرتع بسكينه
وغنيٌ لا يعبأ فينا
وفقيرٌ جاء يواسينا
أيامٌ لا نملك منها
إلا كلمات معانينا
ونقول بكل تسامينا
إنا جئناك مطيعينا
ورضينا الهمَ فأرضينا
فالهم طغى وسرى فينا
شعر : عبد الرزاق الحسيني - سوريا ..