~ ولأنكِ ~
ولأنكِ رحلةُ عمري
حزمتُ حقيبتي
جئتُ إليكِ مسرعًا
لئلا يهيجُ الدمعُ في عينيكِ
وكيف يهيجُ
وفيها ابتسامةُ الفجر
فدروبُ هوانا ما جفّتْ مآقيها
ما ذَبُلتْ روابيها
وروضُها ما أُستُبِدَّ فيهِ الحزن
***************
ولأنّكِ سحر ٌشرقيٌّ
بابليٌّ
تمرّدَ قلبي في هواكِ
ينبضُ عشقًا لرؤياكِ
وفي وصفِكِ يخشعُ القلم
فأنتِ السّماء ُ
مزيّنة ٌ بشموعِ حبِّنا في المساءِ
وفي الصّباحِ تنجلي شمسُكِ
على سنائِها طيرُنا المُستحِر
****************
ولأنّكِ لحنٌ ساحرٌ
عزفتُ لكِ الوجدَ
على أغصانِ الشّوقِ
بألحانِ وفائِي
صفائي ونقائي
يا رذاذَ المطر
وبتُّ المتيّمَ بأنغامِ غرامِكِ
وما ماتتْ أوتارُ وصالي
ولأجلِكِ يبتهجُ الوتر
****************
ولأنّكِ أنتِ
أسلمتُكِ مفاتيحَ خلدِي
على أبوابِهِ رسمتُ صورتَكِ
مطوّقةً بأكاليلِ الزّهر
ونسجتُ لكِ ثوبًا جميلًا
حلمًا طويلاً
وما انطفأتْ نيرانُ هيامِي
من طولِ التّنائي
فأنتِ الحياةُ
يا عيونَ حياتي
وأنتِ ياقوتةُ العمر
*************
محمد سعيد