~ هيكلُ الذِّكريات ~
في هيكلِ الذِّكريات
غارقٌ في وحدتي
والحنينُ يختلجُ ...
يصخبُ هدبي
بأريجٍ تهاوَت منهُ المسافات
وفي محرابِ الأشواقِ حدادٌ
كاللَّيلِ سوادٌ يلتحفُ سوادًا
فأزهارُ العمرِ اليانعةِ
باتَت في شتات
*********
في هيكلِ الذِّكريات
يختبئُ الأمسُ
حاملًا أعباءَ النَّفس
يلهثُ ببقايا بوحٍ متحشرجٍ
والجرحُ يئنُّ بصمتٍ
يحتضنُ صدرَ الوريقات
يطرقُ أبوابَ ماضٍ
كانَ موصودًا
بشذا الهوى
وأزهارٌ تعبقُ رُغمَ المدى
بأريجِ حبٍّ يهمسُ للبتلات
*********
في هيكلِ الذِّكريات
شواطئُ ممتدَّةٌ
َنُقشَت على صخورِها لوحةٌ
احتضنَت الشَّفقَ بهديرِ حبٍّ
وصلاةُ مكلَّلةُ بالابتهالات
باتَ الفضاءُ محرابَها
يحملُ طقوسَها
وأنفاسُها جعلَت القلبَ في ارتباك
يتسارعُ نبضُهُ في قفصِ الخفقات
*********
في هيكلِ الذِّكريات
يحومُ طيفًا
أصبحَ للجسدِ ظلّاً
ما أنا من بعدِهِ أنا
وإن غابَ عنِّي ما مات
ففي رحابِهِ دفنتُ سرًا
تثورُ ببوحِهِ النّايات
في هيكلِ الذِّكريات
في هيكلِ الذِّكريات
**********
بقلم
محمد سعيد