نوافذ الروح.
كل نوافذ الروح مشرعة على المجهول، شيء ما بداخلي يحدثني عن دفء آت على صهوة أشعة الشمس ليذيب جليد أناي، وأرق عصي يتحرش بالجفون الشاحبة، يهدهد النوم على سرير الوحشة، طائر يخمش زجاج المرايا على مهل ويقتات على الشاردات من أفكاري، كالراعي يهش على غنمات راقهن النغم الشجي المنبعث من ماسورة ناي عتيق،
يزهر بعض السوسن في مزهرية القدر، قدري أن أسهر..قدري أن اتعثر، أن أتبعثر في انتظار يد مخضبة بالحناء تعيد ترتيب أناي.
يراودني إحساس ملحاح بأن المتاهات التي تتفرع بداخلي مزمنة، كلما أوشكت على الخروج من واحدة تتلقفني أخرى نكاية في تجاسري على ركوب الموج.
أسأل السماء:
-أين يذهب نورك حين تسدل تلك اليد العملاقة الستار خفية؟
أريد أن أقبض على قبس منك لحظة الظهيرة لتكون قنديلي بدهاليز ليالي المظلمة، أنسج منها صورة لطيف لا يفارقني، أتلو عليه بعض القصائد التي انتظرته ليصوب ما اعوج من أوزانها، أدوزنها على مهل كي يتوقف النشاز المتردد مع الصدى..
هذه الأمسيات لا مذاق لها بدون أنفاسك، يدفعني جوعي لحبك إلى تفقد الرسائل القديمة، أترع رئتي بأريج وردة ذابلة من ذكراك، أقرأ بعض السطور ثم أتوقف عند عبارتك الأثيرة:
- هو الموت فقط من يتجرأ على وأد حكايتنا..
فأضحك ملء في، وأجهش بالعتاب ملء قلبي:
- حية أنت في مكان ما..وأنا الميت في اللامكان..
بقلمي : محمد دريوش.
المعرب