(أرى نهراً من الألفاظ الجليلة منبعه النفس الجميلة يرتدي حُللاً من المعاني النبيلة ) فاجأني صديقي بهذا القول دون سؤالٍ يسألنيه وعرفت مقصده . هو لا يحب أن أرشّه بوابلٍ من الأسئلة على سؤاله قبل أن أجيب على مقالته تلك ! قلت له : اذا أعربت لي لفظة (نهراً )وما نوعها من الكلام سأُذهب عنك تعجبك وأملأ لك مما تحبّ من أجوبتي جعبَتك ! قال : نهراً مفعول به منصوب ! وتُعدّ من الأسماء لأن التنوين عليها ظاهر ! قلت له لقد أفرحتني بهذا الجواب فخذ مني جوابا يروق لك سماعه وتبتهج من جمال لفظه عندما تترك للعقل إنصاته وانصياعه ! يا صديقي إن هذه الألفاظ وتلك المعاني وذاك التعبير الراقي كما تقول ما هو الا أحاسيس تغمر القلب والعقل والوجدان فتخرج كما رأيت ذات أسلوب تتّقد فيه الحروف بأناقتها فتحيل السطور الى شموع زاهية ! وأنوارٍ تأمر القلب وهي له ناهية ! يرتكز الخيال في أفضية الجمال ليقطف من أثمار لآلئها وثمارمبادئها لتزكو سهرةُ الأحباب برونقها وتطيب جلسةُ المعجبين برقتها ! تأتي الفكرة الحلوة بأجنحة من البراءة لتهبط بجناحيها على العقل فيضحك وتراقص أغصان القلب وتقول له هذه هدية لك ! وتوشوش الوجدان أنا أحبك فلا تتلكلك ! فتجول هذه الخاطرة عبر أمواج الأثير الروحي دون كلل وتطوف على شواطئها دون ملل ! فيفرح من رقرقتها الحبيب ولا تروق لبغيض ولو أتيته بحروف من أسحار اللحظات ذات شأن عجيب ! فطب نفساً فأنا على منوال العمالقة أنسج فكري وأرتدي من ألوان قزح جمال علانيتي وسري ! قال صديقي بعد أن تورّدت وجنتاه ما إعراب لفظتَيْ أنسج وأرتدي ! قلت له كلاهما فعلٌ مضارع فهل من مصارع ؟ قال : أشكرك بكل حرف وإسم وفعل ! الأديـــــــــــب وصــــــــــــفي المشهراوي ...