هَذَيانُ يَقِظْ
::::::::::::::::
هَوَسٌ في هَوَسْ.
دوي صَمْتٍ يخترقُ
ألوجدانْ.
يُزَلْزِلُ ألأعماقْ.
عَسْعَسَةٌ ، تكادُ جدرانُ
الغرفةِ تطبِقُ على
جسدي.
وشْوَشَةُ هَمْسٍ
حشرجةٌ تكتظُ في ألحناجرْ.
أفراحُ وشموعُ ألأهلةِ
تقوضُ أعمارَنا.
سنينٌ تُضَرِّسُنا بأنيابها
تطحنُنا كالرحى.
تُحلقُ ذاكرتي في سالفِ
ألأيامْ.
حيثُ (صِريفةُ) أهلي ألمُتِهَرِيَةُ
كثوْبِ ألعَوَزْ.
(ألصوباطُ) و (مَهَفَةُ) أبي
ألتي تستجدي النسماتِ في
قَحَطِ ألقَيظْ.
(چاي خانة) (جابر)
عبقُ ألشاي ألمنبعثُ من
موقدِ الفحمْ.
(قوري ألشاي ألزجاجي) المُرَفَلِ
بأسﻻكِ ألألمنيومِ كثوبٍ مرقعْ.
(دكانُ امِ جاسم ) ووجهُها ألأسمرِ
المتجهمْ.
عيناها ألجاحظتانِ وأنفها
الكبيرْ.
زوجُها صاحبُ ألتمائمِ والغضاراتِ
ألمتدليةُ من طاقيتِهِ كالأطفالْ .
صورٌ كثيرةٌ تُداهمني .
أتقلبُ في امواجِ ألحُمى
ألمتﻻطمةْ.
فقدنا آدميتنا؟.
اورثنا قابيلُ ألوحشيةْ.
هابيلُ أورثنا ألقرابينْ.
يا ميكيافيلي مازالتْ شرورنا
مستحوذةٌ علينا.
ياهوبزْ ذئبيتُنا تحاصرُنا.
أُخوةُ يوسُف صاروا أنبياءْ .
زُليخةُ تحقَقَتْ أمانيها.
ﻻ توصدوا ألأبوابَ أو تتألهونْ.
أيها ألغابرونَ عبرَ طياتِ
ألزمنْ.
لماذا صوركُم تتراءى إلى
خلدي؟ .
لماذا أنا؟.
من أنا؟.
أيْنَ أنا؟.
هل أنا أنا؟.
بقلمي قاسم سهم الربيعي
الهامش:
الصريفة :كوخ من القصب تشتهر بهذه التسمية عند المناطق الجنوبية والوسطى والفرات الاوسط من مناطق العراق.
الصوباط :كذلك يصنع من القصب وهو مفتوح ليس فيه ابواب ويكون عبارة عن ثقوب ،اي ان القصب مرصوص بطريقة تجعل وجود فتحات كبيرة وباشكال هندسية جميلة ويستخدم الصوباط كمكان استراحة في اوقات الحر الشديد.
المهفة: آلة بدائية جدا مصنوعة من خوص سعف النخيل ومن عوده تستخدم لجلب الهواء للوجه.
چاي خانة :هي مقهى شعبي ع الرصيف وهذه التسمية تقريبا مشتهرة في العراق .
جابر :صاحب المقهى.
قوري الشاي :هو إبريق الشاي وهذه التسمية تقريبا فقط في العراق.
ام جاسم صاحبة دكان للبيع بمثابة اسواق تجارية اليوم.