[ 21 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي
-----------------
و تسألني ، تقول : هل أفهم من كلامك في منشورك بالأمس أن الدعاء لا يغير من قدر مكتوب و ذلك بناء على القانون الثاني من قوانين الحركة الكونية القائل بأن أمنيات البشر لا تغير من قدر الله الساري في الوجود ؟!
قلت : يبتهل المرء إلى ربه عز و جل عسى الله أن يخفف عن المحتضر سكرات الموت ؛ لكنه ـ أي المرء ـ إذ يكون حصيفا فإنه يتحرج أن يطلب من ربه تغيير قدر مقدور بعلم الله و بعدله و حكمته ؛ فإن غبي على المرء كيف يبتهل إلى ربه جل و علا بأدب و كياسة فأولى بهذا أن يلوذ بالصمت أو أن يجأر إلى ربه أن يعلمه أدب السؤال و الإمتثال بين يدي الحق جل و علا .... و طبعا فإن هذا الكلام ينسحب أيضا على مسألة زيادة الرزق مثلا فالرجل الحصيف لا يطلب من ربه زيادة الرزق لكنه يطلب من جلال الحق أن يبارك له فيما رزقه ... فهذا ما علمناه من سيرة أنبياء الله صلوات الله عليهم أجمعين
-----------------
القانون الثالث من قوانين الحركة الكونية : الحركة الكونية هي غيب الله بمعناه المطلق . و هذا يعني أنك أيها الإنسان لا تسنطيع أن تستمطر السماء بمقتضى دراساتك و أبحاثك و خبراتك المعرفية التي جهدت كثيرا في الوصول إليها !! بل يمكنك أن تستمطر السماء بأن تستغيث ربك عز و جل و ذلك بعد أن تضع البذرة في مكانها الصحيح و أن تحسن رعايتها
و إنه لا يمكنك أيها الإنسان أن تسوق أو تسخر الجن ليكونوا طوع أمرك ذلك أن حركتهم من أمر الله و إنما سخر الجن بين يدي نبي الله سليمان فتلك خاصية خص الله بها نبيه سليمان عليه السلام فحسب . و إذن : بالمعرفة يدرك الإنسان عالم الشهادة ؛ و بالعلم يدرك الإنسان عالم الغيب ما أذن الله له بذلك
و كتب في نظرية النطق :[ 21 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي