حكاية الصوَر المركَّبَة 29-8-2015 وهناك وقفت عيونك شاخصة على اوراق اللبلاب تبحث في الساق عن بعض حروف الكتاب تقرأ فوق عاصفة الشمس بعضاً من عتاب تدقق في اطراف الحكاية بعض اسرار الغياب ! تكلّم الشجر فأنطق الوصف حروف روحي والغصنُ نادى بصوتٍ أجشٍّ على احبابي وعلى اطراف وردتها التي رسمت اطرافها على قلبي سكن الكناري فوق دار حبيبي يغرد في ليل بلا سحاب وبلبل الشرقِ لا ينوي الرحيل يغني بعض اشجان العذاب! (2) وطن بحجم السماء تملأه النجوم وكل شيء حولي يحوم وبعض حروف من شفتيّ تساقطا بعض معانيها لحكايتي تلوم ! وهناك صورة معلقة على رأس خيمة فوقها علَمْ وحبلٌ يمارس قوة الشدّ في وجه الريح والألمْ اما المشاهد من حولنا فإن اطلت النظر تؤثم وإذا أشحتَ بوجهك مرة سقط الحرف وانكسر القلم! (3) وتلك اصابع الطفولة تلعب بالماء في النهر تغني ببراءة الاطفال للأسماكِ فتنتفض السميكاتُ التي اندفعت نحو الخطر وعلى يمين بحيرة الاسماك هناك صينية كلها ثمر وبين جداول الماء سلسبيلُ مذاقٍ مفتخَر ! فتلك طفلةٌ تبكي إذا غاب عن وجهها القمر فيغار نجمٌ يراقب المشهد يحمي بقية المنظر يصب لواعج البراءة في إطار حكاية المرمر ! (4) ماذا يقول الزيزفون إذا أطل الهوى في جنون ويظلّ وجهه صامتٌ والجمع يشهد في سكون وبعض سطور تناثرت حروفها فوق المُتون ! يأتي إلينا في آخر المشوار يقرأ بعض آيات وفتون! تلك اجنحة الفراشة ترتمي فوق حضنها المغبون يا أيها الزمن الذي اغنى عن العتاب دون العيون! دعني افتش في الكتابات التي حفرت على ظنون وبعض قراءاتنا تحتاج تفسير لتقرأه العيون! (5) وهنا مشهد الاشجار ترقص وسط غابات الوجع ومشاهد الرقص تؤلمنا اذا كانت من المُتَع وهنا دروب النشيد تقرأ بعض الاغاني وما قد وقع آياتها الجدران محفورة بحروف حبرها منتقَع ودفاتر الازمان تطايرت اوراقها عبر الثقوب والبُقَع بعض ذاكرتي منها وكثير من اوهامي كانت ممتنع! وهنا يعلو صوت الانين ونداء قلب خافقٍ مستمع! وهنا تلتقي اطراف نهر جرى مع الشرايين من مرتفع سيرة أول الحروف بها حكاية من سطرٍ غارقٍ بالهلع! (6) هذا حمام الحلمِ يا بقية الاحلام في دفاتر الاوهام يشدو ويشدو ويطربني في آخر الطريق الى الغرام ما اجمل الاصوات خافتة بالفجر من هديل الحمام وتحت جناحيه تطريزة من خيوط الدمع قبل المنام يا درباً تخيّلتُ بابه من ضلعي القاصر في المنام والدمعُ إن الدمعَ بعضه مني وكثيره من وادي الارقام ونهر غريبتي التي تنادي يا ويلها خسارة الازلام وعجيبة هي الايام كيف اقرأ بعض آيات سفر الحرام! إياك ان تقرأ كل كتاباتها قبل الفجر وقبل ان تنام! (7) يا مجاري الدم التي انسكبت على جدارية الحزن في الشام تغرق الارواحُ في مواكب الموت التي للآن بعد لا تُضــام ذلك المسكوب في مجرى شرايينا الاشجار تنبؤُ بالملام لعل من تجرّد من كينونة الخلق وامتطى سيوف الموت الحرام سيبدأ تعداد سكاكينه التي تقطعت بها الاوصال في الاحلام! ( مولودة من غارق الاوجاع قد أطلّت بيننا قبل الغروب بكت حين أذّن الأب المكلوم فامتد صوته بين الدروب ما زال يحلم ببعض جارية ستحمل الطفل بالمقلوب ما زال ينتظر المساء مع المطر الذي كالثلج لا يذوب (9) طال الغياب وحين أسألها تجيبني الاشجار همساً بلا جواب اتعجب من كل ما قالته في أذني كأني اعيش يوم الحساب دفتري مليانة اوراقه صورٌ تركّبت من دم السكين في المذاب لعلّ ينتهي فصل المذابح يوماً ويزول من ارضنا هذا العذاب! (10) يا لهبوب النار من رماد نيران القلوب فتأججت نار وتسلّقت بعض اغصان الوجع الذي امتد خلف الدار هذي هي الوريقات التي على أطرافها أسس الحوار وعلى بقية الغصن الممد فوق رأس الغيمة المنطار هناك بعض كلام يعني أننا لم نزل في بداية المشوار! (11) حين التفتُّ فإذا هناك على خدّها الذاكرة دمعتان ! وعلى جبين الحكاية من لهف نفسي قبلتان أنا ذاته الذي يوماً ناديتموه فأدى واجب الانسان! حاولتُ أن استريح مرة فإذا بالنوم يسرقني إلى الجنان فغفوتُ بعض وقتٍ وحين أفقتُ وجدتني ولهان كم مرة سأعدّ روحي كي تجتازه الصعب والامتحان! تلك أيام تأخذ حقها من اعمارنا حتى لا نُهان ! (12) رأيتُ طيفه مرة وتكررت مرات في المنام حاولت أن اوقف الحلمَ مرة ومرة قال أنه يضام بعضُ حلمي صورة حفظتها تاريخاً ومقام تكثر في الحلم صور عتيقة لها معنى وملام! مرّت سطور الحكاية فو رأسي مثلما يأتي الغمام وسألتُ قطيرات المطر هل ظل فيه هُلام ؟ (13) يظل الحال مثلما كان حين يتكوّرُ الليل يزدان نسيجه من غيمة تاهت بوادِ ويل وعلى اطرافها الغيمة جداولُ كلها ميلْ (14) هناك قلوب تجشّمت عناء العتابِ تهادت عجبتُ من تسارع الاحداث بالليل فقالت هنا تنتهي الحكاية التي سطّرتها ثم نامت ! (15) وفي حجيراته الصمت تهادى الكأسُ ماء فإذا بالكأس تغرقه غيومٌ وامطار السماء!