[ 28 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي
---------------------
الفارق بين حركتك كإنسان و حركة سائر الأشياء الكونية أن حركتك في إطار تكليقك و مسئوليتك مبعثها إرادتك ؛ و أنها قد تعددت فيها الخيارات و ذلك بخلاف سائر الأشياء الكونية التي تمضي إلى مستقرها بمقتضى خيار وحيد ليس فيه من تكليف ولا مسؤولية؛ فأنت على سبيل المثال يمكنك الإدعاء بانك مريض و أنك لن تزاول عملك لهذا اليوم !! لكن الشمس مثلا ليس لها أن تقول أنني لن أشرق لهذا اليوم كوني متعبة !! فأنت مسؤول عن خيارك سواء أمام رب العمل أو حتى أمام أسرتك و الأعباء الملقاة على عاتقك تجاهها .
و إن الملائكة الكرام ( لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون ) [ التحريم 6] ذلك أن مضيهم إلى مستقرهم إنما يتم بمقتضى الأمر التكويني ( كن )
وهكذا حال الأشياء الكونية جميعا فإنها تمضي إلى مستقرها بمقتضى الأمر التكويني ، فإن تخلفت عنها الإرادة فقد غدت من غير تكليف و مسؤولية و كذلك لو إنعدمت أمامها الخيارات لم تعد مكلفة و مسؤولة ؛ بينما لايزال الإنسان يحمل أمانة التكليف و يكون مسؤولا عما نطق به أمره و ما كسب و ما اقترفت يداه و ما إجترم و ما كدح
و على هذا فالإرادة و حرية الإختيار هي التي و ضعت الإنسان في محل تكليف و مسئولية
---------------
أيها الأحباب : البداءة عند الإنسان تكشف و تفصح عن مدى حريته و اختياره لأمره ؛ وهي تعني - أي البداءة - : أن يبدو للمرء أمرا غير الأمر الذي كان قد عزم عليه فيحيد عن أمره الأول إلى الثاني . فهذه من خصوصيات الحركة البشرية فحسب و هي تعبر عن قدرة الإنسان على الإختيار
و بعد : لا يزال حديثي - أيها الأحباب - في الإجابة عن التساؤل القائل : هل الإنسان على التسيير أم التخيير من أمره ؟!
و للبحث صلة بعون الله تعالى
و كتب في كتابه نظرية النطق : يحيى محمد سمونة . حلب