السيدة الجديدة
*********
سيدتي الكريمة
قسَتْ عليكِ التجربةُ
والظُّلمُ غطّى السنينَ القديمة
نزفْتِ كثيراً
وإنَّ الجروحَ في النفسِ أليمة
إلى أين أنتِ بعد هذا ؟
أتُضيفينَ ظُلماً على ظُلْمٍ ؟
وظُلْمُ النفس للنفسِ جريمة
كبْتٌ
صمتٌ
دموعْ
خضوعْ
قبولٌ بالهزيمة
فالرِّضى بالظُّلمِ عيشٌ لكنْ دون قيمة
الذّليلُ مُحتقرٌ يُحيّى بالشتيمة
ما حكَّ جِلدَكِ إلاّ ظِفرَكِ
لا تكوني امرأةً ضعيفةً
كوني عظيمة
قومي من فراشكِ
قِفي على رجليكِ
واجِهي الظُّلمَ والظالمِ
كوني السيدة الجديدة
أنتِ لستِ سقيمة
لستِ دميمة
أنتِ يا سيدتي امرأةٌ سليمة
أديري ظهرَكِ للظالمِ وامْشي
لا تخافي
قد تُقطعَ الشجرةُ من أسفل الجذعِ
لكنها تولدُ مُجدَّداً
فتنبتُ أوراقها
وتظهرُ أثمارُها
وتهزأُ بالحطّابِ وبفأس الحطّابِ وبكلِّ أدوات الجريمة
إنطلقي نحو القادماتِ من الأيامْ
إزرعيها وروداً وحُبّاً وغرامْ
كوني الجديدة
أنتِ خسِرْتِ الجولةَ الأولى
ما خسرتِ الحربَ يا سيدتي
أدخلي بين سطوري
إنّي أجزْتُ لكِ الإقامةَ
كتبتُ لكِ السلامة
فقصائدي حصنٌ حصينْ
وأمانٌ للعاشقينْ
صباحاتُها ندى على ثغور الأزهارْ
مساءاتُها قمرٌ يُحوّلُ الليلَ نهارْ
قصائدي مدينةٌ دستورُها الغرامْ
أدخليها
لا حزنَ في مدينتي ولا بكاءْ
في مدينتي مساجدٌ وكنائسٌ ودعاءْ
مُدُنٌ عذراءْ
أدخلي
ينتظركِ القمحُ والشجرُ والماءُ والهواءْ
تنتظركِ العصافيرُ كي تبدأ بالغِناءْ
أدخلي يا سيدتي بلا خجلٍ
يُمنعُ على الداخلِ في هذه اللحظةِ أن يرتدي ثوبَ الحياءْ ؟
********
شاعر الأمل حسن رمضان _ لبنان