قصة قصيرة جدا بعنوان :الفارس وجواده
بقلم أمال الجزائر
وردة خرجت من بين الصخور، اتاها فارس قطع ساقها وغمدها في صدر الفتن، وسقاها أملا، لعلها توقف نزيف الحزن، الذي سقى الأرض الكمد والشجن،أراد إطفاء اللظى المحيط بجسد جواده الذي أذنفه سم لدغة الزمن، فجعل الفارس من الوردة ترياقا بدل الكفن، هيهات هيهات فقد ادخلوه غياهب السجن، وترك جواده وحيدا يحتضر، بعد شهور خرج الفارس محملا بالظنون، فباع ضميره بأبخس ثمن، وحمل حقيبة مليئة بالاوهام وسافر إليهم باحثا عن وطن، ترك جواده تمثالا منتصبا في ساحة العدوية، أين تقطعت أوصاله ورموها أقباسا أشعلت نارا في بلد الياسمين واليمن، رحل الفارس تاركا وراءه ذكريات تعلقت بجدار النسيان، مرت السنوات والفارس لم يعد فارسا بعد تخليه عنه، وبقي الجواد منتظرا أن يزهر عقل قفار وردا ورياحين، ويعود الفارس لجواده الجامح الذي لم يرض أن يمتطي صهوته أحد.
النهاية