قصة قصيرة
حضن أم بقلم أمال الجزائر
على مرآة الحياة إنعكست صورتها، وحنانها إنسكب على مهجة إبنها، ودمعها يرافق مرضه وحرصها المجنون جعلها تسهر الليالي لينام على كف الإطمئنان، لقد تعودت إنتظار شفاءه وهي تدثره بحبها وتطبع قبلتها الدافئة على جبينه، حينها سقطت دموع خوف على فلدة كبدها، وبعد سنوات إشتد عود الطفل، لكن بقيت الأم كعادتها تسهر منتظرة لكن هذه المرة تترقب رجوع إبنها الذي تعود السمر مع أصدقائه، وعند رجوعه تلومه وهو ألف رده القاتل، أف، أف لست طفلا، وهي تضنيها تلك الكلمة وتدعو له بالهداية وفي أحد الأيام، زادت حدة رده، ذلك العاق وخرج من البيت بعدما أسمع أمه كلاما أذنف قلبها، وبعد بكائها الدائم على رحيله، لم يأبه ذلك العاق بمرض أمه وبقي الحال على حاله، وبعد أشهر أصيبت الأم بالعمى، والإبن لم يكترث لسماعه الخبر.
رغما عنها كانت تنتظر أن يلج إبنها الباب، وبإبتسامته تشرق شمسها، وبعد أيام تعرض الإبن لحادث مرور وكان محتاج لكلية بعدما توقفت كليتاه عن العمل، سمعت الأم بذلك فقامت من حزنها وارتطمت بالأشياء أرادت أن تسرع لتحتضن إبنها، الان جسده يضم جزءا من أمه التي لطالما عانت بسببه.