مَا بَالُكِ يَا شَامْ...
آه يا شَامْ..
مَا أصغر الأرض ومَا أكبر الجرح.
أين صَباحات رائحة القهوة يا شام..
قهوة درويش وتغلغلها في النفس والذكريات..
أَين عبير وشذى الياسمين..
الذّي طالما ملأنا بالحنين..
أين إطلالات قَاسْيون ومعانقته لأمسياتك يا شام..
ما بال باب حارتك.. مغلق وحزين..
أَتُراه يفتح من جديد وندخله بسلام أمنين..
ما به تراب أرضك الطاهر وقد امتزج بلون أحمر قاتم..
وقد كانت مياه بَرَدَى تسقيه بكرم دائم..
مَا بال صرخات الثكلى والأرامل تعالت في سماك..
ما بال البراءة تغتال وتوأد وهي في حماك..
ما ذنب الطفولة...ما ذنب الضحكات الخجولة..
مالي أراك يا شام وَطن حَافٍ..
وَقد كُنت أم العروبة وأم لكل الأوطان..
كل هذا يا شام يسمونه: ربيع عربي..
ليته كان شتاءا باردًا أو صيفا حارًا..
ولم يكن هذا الربيع الدموي.. والهمجي.
وفي الشام يبتدئ الزمن العربي..
لينطفئ الزمن الهمجي..
فيا شام أعد لهم ما استطعت من حرية...
فأنت من سَمَّاك محمود: أَيُها المُستحيل..
فمهما طال حزنك وطال هذا الأنين..
تحلي بالصبر.. إن الله مع الصابرين
آه يا شام.. ما أجملك يا شام ...
شام العرب والعروبة..
شام الزمان.
شام الندى.. والهوى
شام الحب والمجد..
فأنت المجد لم يغب..
- بقلمي.. سمير دعاس