قصة قصيرة
ذات مطر
أسدل الشتاء ستاره.. تسللت رائحة البرد من بعيد.. لاحت في الأفق بعض السحب. ثم انهمرت باكية.. تحررت حبات مطر لتغسل وحل خُطَانَا.. وتزيل بقايا خَطَايَانَا.
في حضرة المطر تناثرت في داخلي تلك الذكريات الجميلة.. المرابطة دوما على أبواب قلبي.. والمنتظرة متى أقلبها وأعيد التجديف في مياه تفاصيلها.. لتحاصرني بكل ما أُوتيتْ من حنين.. أستسلم لصقيعها.. تُبلِلُني زخّات الدهشة.
آه ليتني رُزقت نعمة النسيان لأتحرر منها.. قررت أن أبتاعه، قالوا لي أن تذاكره باهضة الثمن.. تيقنت حينها أن تلك الذكريات هي هويتي التي لا مفر منها..
- سمير دعاس